الآية رقم (11) - فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

(فَإِن تَابُوا): إنّ فتح باب التّوبة هو عمليّة إصلاحٍ، فلو أغلق الله تبارك وتعالى باب التّوبة لفُتح باب الجريمة على مصراعيه.

(وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ): وعلامة التّوبة الصّادقة هي إقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة.

(فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ): إن فعلوا ذلك أصبحوا معكم ومن إخوتكم، وكما قال صلّى الله عليه وسلّم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى»([1]).

(وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ): وهنا ملحظٌ عظيمٌ نفصّل الآيات لقوم يريدون أن يعلموا؛ لأنّ هناك كثيرٌ من النّاس لا يريدون معرفة الحقيقة، فالله سبحانه وتعالى يفصّل الآيات لقومٍ يريدون أن يعلموا، أمّا من أخذ موقفاً مسبقاً ولا يريد أن يعلم ولا يريد أن ينصاع إلى الحقّ فتفصيل الآيات لا يفيده، لوجود رانٍ على قلبه كما قال سبحانه وتعالى: (كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطفّفين].


([1]) صحيح مسلم: كتاب البرّ والصّلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، الحديث رقم (2586).

فَإِنْ تابُوا: إن شرطية وجملة فعل الشرط ابتدائية لا محل لها، والجمل الفعلية بعدها «وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ» معطوفة.

فَإِخْوانُكُمْ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره فهم إخوانكم.

فِي الدِّينِ: متعلقان بمحذوف حال من إخوانكم، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط.

وَنُفَصِّلُ: مضارع.

الْآياتِ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن والجملة مستأنفة.

لِقَوْمٍ: متعلقان بالفعل.

يَعْلَمُونَ: الجملة في محل جر صفة لقوم.

وَنُفَصِّلُ: نبين.

يَعْلَمُونَ: يتدبرون.