الآية رقم (131) - فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ

﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ﴾: الحسنة: الأمر الّذي يأتي من ورائه الخير.

﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ﴾: أصل الطّيرة أنّ الإنسان كان إذا أراد أن يعمل عملاً يأتي بطيرٍ ثمّ يطلقه، فإن ذهب يميناً كان فألاً حسناً، وإن ذهب يساراً كان فألاً سيّئاً، فإذاً هم ادّعوا بأنّ الحسنة من فعلهم، كما قال قارون: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي﴾ [القصص: من الآية 78]؛ أي بعلمي وقوّتي ومالي وشجاعتي، نسي الله سبحانه وتعالى، أمّا إذا أصابتهم سيّئةٌ فيتشاءمون بموسى عليه السّلام، قائلين: هذا السّوء كلّه جاءنا بسبب موسى.

فَإِذا: ظرفية شرطية غير جازمة، والفاء استئنافية.

جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ: فعل ماض والتاء للتأنيث والهاء مفعول به

الْحَسَنَةُ: فاعل، والجملة في محل جر بالإضافة.

قالُوا: الجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم.

لَنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر

هذِهِ: اسم الإشارة مبتدأ، والجملة الاسمية مفعول به.

وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ: إن شرطية تصبهم فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وسيئة فاعله، والهاء مفعوله والجملة معطوفة.

يَطَّيَّرُوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون جواب الشرط، تعلق به الجار والمجرور

بِمُوسى: بعده والواو فاعل، والجملة لا محل لها لأنها لم تقترن بالفاء..

وَمَنْ: اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على موسى.

مَعَهُ: ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول والتقدير والذين آمنوا معه، والهاء في محل جر بالإضافة.

أَلا: أداة استفتاح.

إِنَّما: كافة ومكفوفة.

طائِرُهُمْ: مبتدأ.

عِنْدَ: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر

المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه.

وَلكِنَّ: حرف مشبه بالفعل والواو حالية.

أَكْثَرَهُمْ: اسمها.

لا يَعْلَمُونَ: فعل مضارع مرفوع والواو فاعله.

لا: نافية لا عمل لها والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكن. والجملة الاسمية (ولكن أكثرهم….) حالية.

الْحَسَنَةُ: الخصب والنّماء والرّخاء. قالُوا: لَنا هذِهِ أي نستحقها ولم يشكروا عليها.

سَيِّئَةٌ: جدب أو بلاء في الأنفس والأرزاق.

يَطَّيَّرُوا: يتشاءموا ويتطايروا، وأطلق التّطير على التّشاؤم أخذا بعادة العرب في زجر الطّير، فكانوا يتأمّلون الخير إذا طار الطائر يميناً ويسمّونه (السّائح) ويتوقّعون الشّرّ إذا طار شمالا، ويسمّونه (البارح) .

طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ: ما قضي لهم وقدّر، والمراد به أن شؤمهم: هو عقابهم الموعود به في الآخرة. وعند الله: أي يأتيهم به

وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ: أن ما يصيبهم به من عنده.