﴿وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا﴾: لأنّ عدم العبادة لله سبحانه وتعالى هي استكبار.
﴿فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾: في ذلك اليوم لن تجد من نصيرٍ ولا وليٍّ لك، في ذلك اليوم الموعود ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس]، فالإنسان في ذلك الموقف المهيب ليس له وليٌّ ولا نصيرٌ من دون الله تبارك وتعالى.
عندما تحدّث الله سبحانه وتعالى عن اليهود وما فعلوه مع النّبيّ : وما فعلوه أيضاً مع السّيّد المسيح عليه السَّلام ومع السّيّدة مريم، وما يفعلونه اليوم من تدنيس القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، فهم عبر تاريخهم الطّويل كالجراثيم الممرضة للبشريّة، ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ [المائدة]، يعتقدون أنّ بإمكانهم تزوير التّاريخ والوقائع والحقائق وتجاوز الرّسالات السّماويّة من خلال إعلانهم القدس عاصمةً لهم، ونحن نؤمن بوعد الله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [الإسراء: من الآية 7].