الآية رقم (173) - فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا

﴿وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا﴾: لأنّ عدم العبادة لله سبحانه وتعالى هي استكبار.

﴿فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾: في ذلك اليوم لن تجد من نصيرٍ ولا وليٍّ لك، في ذلك اليوم الموعود ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [عبس]، فالإنسان في ذلك الموقف المهيب ليس له وليٌّ ولا نصيرٌ من دون الله تبارك وتعالى.

عندما تحدّث الله سبحانه وتعالى عن اليهود وما فعلوه مع النّبيّ : وما فعلوه أيضاً مع السّيّد المسيح عليه السَّلام ومع السّيّدة مريم، وما يفعلونه اليوم من تدنيس القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، فهم عبر تاريخهم الطّويل كالجراثيم الممرضة للبشريّة، ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ [المائدة]، يعتقدون أنّ بإمكانهم تزوير التّاريخ والوقائع والحقائق وتجاوز الرّسالات السّماويّة من خلال إعلانهم القدس عاصمةً لهم، ونحن نؤمن بوعد الله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [الإسراء: من الآية 7].

 


([1]) مسند أحمد بن حنبل: مسند أبي هريرة t، الحديث رقم (7473).
(([2] صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان، الحديث رقم (35).
([3]) سنن التّرمذيّ: كتاب البرّ والصّلة، باب صنائع المعروف، الحديث رقم (1956).
([4]) صحيح البخاريّ: كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، الحديث رقم (13).
([5]) المعجم الكبير للطّبرانيّ: باب الألف، أنس بن مالك الأنصاريّ، الحديث رقم (751).

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا: أما أداة شرط وتفصيل وتوكيد والفاء للتفريع واسم الموصول مبتدأ والجملة بعده صلة الموصول

وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ: فعل ماض وفاعل ومفعول به منصوب بالكسرة والجملة معطوفة

فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ: فعل مضارع ومفعولاه وفاعله ضمير مستتر والفاء واقعة في جواب أما

وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ: عطف على الجملة الخبرية قبلها

وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً: الجملة معطوفة وعذابا مفعول مطلق أليما صفة.

وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا: فعل مضارع وفاعله لهم متعلقان بوليا من دون متعلقان بالفعل

وَلا نَصِيراً: عطف والجملة معطوفة.

فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ: ثواب أعمالهم

وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ: أي يزيدهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

عَذاباً أَلِيماً: مؤلمًا هو عذاب النار

مِنْ دُونِ اللَّهِ: أي غيره

وَلِيًّا: يدفعه عنهم

وَلا نَصِيراً: يمنعهم منه