الآية رقم (173) - فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا

والضّدُّ يُظهِر حُسنَه الضّدُّ، الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وبالمقابل الّذين كفروا واستكبروا.

﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ﴾: الأجر على قدر العمل، لكنّه سبحانه وتعالى يزيدهم من فضله، والفضل فوق العدل، قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا يدخل أحدكم الجنّة بعمله»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله منه برحمة وفضل»([1])، رحمة الله سبحانه وتعالى هي فضلٌ فوق العدل، فالعدل عن العمل والفضل من رحمة الله تبارك وتعالى. والإيمان يحتاج إلى ترجمة، أي إلى عملٍ صالحٍ، فالإيمان دون عملٍ صالحٍ لا يُعدّ إيماناً، قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «الإيمان بضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستّون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطّريق»([2])، حتّى إماطة الأذى عن الطّريق هي شعبةٌ من شعب الإيمان، وقال عليه الصّلاة والسّلام: «تبسّمك في وجه أخيك لك صدقة»([3])، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه»([4])، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما آمن بي من بات شبعانَ وجاره جائعٌ إلى جنبه وهو يعلم به»([5])، فعناصرُ الإيمان كثيرةٌ كما بيّن المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم، وكلّها من خلال الأعمال الصّالحة، فلا إيمان بالقلب من دون أن يصدّقه العمل.

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا: أما أداة شرط وتفصيل وتوكيد والفاء للتفريع واسم الموصول مبتدأ والجملة بعده صلة الموصول

وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ: فعل ماض وفاعل ومفعول به منصوب بالكسرة والجملة معطوفة

فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ: فعل مضارع ومفعولاه وفاعله ضمير مستتر والفاء واقعة في جواب أما

وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ: عطف على الجملة الخبرية قبلها

وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً: الجملة معطوفة وعذابا مفعول مطلق أليما صفة.

وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا: فعل مضارع وفاعله لهم متعلقان بوليا من دون متعلقان بالفعل

وَلا نَصِيراً: عطف والجملة معطوفة.

فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ: ثواب أعمالهم

وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ: أي يزيدهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

عَذاباً أَلِيماً: مؤلمًا هو عذاب النار

مِنْ دُونِ اللَّهِ: أي غيره

وَلِيًّا: يدفعه عنهم

وَلا نَصِيراً: يمنعهم منه