لماذا لم يقل: حسن ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة؟ لأنّ الدّنيا ليس فيها شيء تقوّمه على أنّه حسن، الحسن هو الّذي يبقى، فالله سبحانه وتعالى يعطيك ثواب الدّنيا ولكن هذا العطاء لا يبقى، يعطيك من الدّنيا الصّحّة والقوّة… لكنّها غير دائمة، أمّا عندما يتكلّم عن الآخرة فإنّه يقول: حسن ثواب الآخرة، ليلفت نظرك إلى الخالد الدّائم.
﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾: المحسن هو الّذي يحسن للفقراء ويعطيهم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [الذّاريات].