الآية رقم (148) - فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

لماذا لم يقل: حسن ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة؟ لأنّ الدّنيا ليس فيها شيء تقوّمه على أنّه حسن، الحسن هو الّذي يبقى، فالله سبحانه وتعالى يعطيك ثواب الدّنيا ولكن هذا العطاء لا يبقى، يعطيك من الدّنيا الصّحّة والقوّة… لكنّها غير دائمة، أمّا عندما يتكلّم عن الآخرة فإنّه يقول: حسن ثواب الآخرة، ليلفت نظرك إلى الخالد الدّائم.

﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ: المحسن هو الّذي يحسن للفقراء ويعطيهم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذّاريات].

فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعله والهاء وثواب مفعولاه

الدُّنْيا: مضاف إليه

وَحُسْنَ ثَوابِ: الواو عاطفة حسن عطف على ثواب الأولى وثواب بعدها مضاف إليه

الْآخِرَةِ: مضاف إليه

وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ: مثل والله يحب الصابرين قبلها.

ثوابَ الدنيا: يعني: جزاء في الدنيا

وذلك: النصرُ على عدوهم وعدو الله، والظفرُ، والفتح عليهم، والتمكين لهم في البلاد

وحسن ثواب الآخرة: يعني: وخير جزاء الآخرة على ما أسلفوا في الدنيا من أعمالهم الصالحة

وذلك: الجنةُُ ونعيمُها