الآية رقم (13) - عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ

﴿عُتُلٍّ: العتل: هو الرّجل الفاحش اللّئيم، الجافي الشّديد في كفره، وكلّ شديد قويّ فالعرب تُسمّيه عُتُلّاً، وهو الشّديد الخصومة، وأصله من العتل، وهو الدّفع بقوّة وعنف، ومنه قوله تعالى: ﴿خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ[الدّخان: من الآية 47]؛ أي: ادفعوه على وجهه إلى سواء الجحيم، فالعَتل: السَّوق والدّفع والجذب، فالعتل أن يؤخَذ فيُمضَى به بعسفٍ وشدّةٍ.

فـ (العُتُلّ الزّنيم): هو الرّجل يُعرَف بالشّرّ كما تُعرَف الشّاة بزنمتها الّتي تُعلَّق في لحى الشّاة.

﴿زَنِيمٍ: الزّنيم في كلام العرب الملصَق بالقوم وليس منهم، فلا يُعرَف مَن أبوه، فهو منتسبٌ لغير أبيه، دخيلٌ في قومه، وليس معنى هذا أنّ كلّ نمّام هو زنيم لا يُعرَف له أب، إنّما الشّخص المقصود هنا كانت تجتمع فيه هذه الصّفات كلّها، لذلك قال تعالى: ﴿ بَعْدَ ذَلِكَ؛ أي: إضافة إلى ما سبق، وهو هنا يشير إلى ما سبق من صفات، فهي صفات متوالية متتابعة، كلّ خصلةٍ أشدّ من الأخرى، فهو حلّاف كثير الحلف، يعلم من نفسه عدم صدقه، وشكّ النّاس فيه، مهين حقير، والمهانة صفة نفسيّة تُلصَق بالمرء، ولو كان ذا جاهٍ أو مالٍ أو جمالٍ، وهو همّاز غمّاز لـمّاز بالنّظرة واللّفظ والإشارة في الحضور والغيبة، منّاعٍ للخير عن نفسه وعن غيره، مُعتَدٍ متجاوزٍ للحقّ والعدل والإنصاف، أثيم واقع في الآثام والذّنوب، عُتُلّ فظّ قاسٍ مكروه، يستمتع بزرع الأحقاد بين النّاس، نـمّام يُقَابِل هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجهٍ، مُتَلوِّن واشٍ يشتغل بعيوب غيره، إن علم خيراً أخفاه، وإن علم شرّاً أفشاه، وإن لم يكن تجده يكذب ويختلق الشّائعات، وهو فوق ذلك كلّه: ﴿زَنِيمٍ، من أراذل القوم، لو فتّشت في حقيقته ستجده لا أب له معروف، مُلصَق بالقوم وليس منهم، وكأنّه صدر في هذه الصّفات كلّها عن أصله الوضيع.

« عُتُلٍّ» صفات لنفس المحذوف وهو الأخنس بن شريق

«بَعْدَ» ظرف زمان

«ذلِكَ» اسم الإشارة مضاف إليه

«زَنِيمٍ» صفة أخرى

{عُتُلٍّ} … فَاحِشٍ، لَئِيمٍ، غَلِيظٍ فيِ كُفْرِهِ.

{زَنِيمٍ} … مَنْسُوبٍ لِغَيْرِ أَبِيهِ.