الآية رقم (23) - عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ

يعدّد سبحانه وتعالى مظاهر النّعيم، وأوّل هذه المظاهر: على الأرائك ينظرون، وقد قال المفسّرون: ﴿الْأَرَائِكِ﴾: جمع أريكة، وهي السّرير، هذا ما نعرفه في لغة البشر، أمّا الّذي في الجنّة فغيبٌ عنّا لم تره العيون، ولم يخطر على قلب بشرٍ؛ لذلك ليس له وجودٌ في اللّغة؛ لأنّ اللّفظ يوضع بعد وجود المعنى، لذلك فإنّ القرآن الكريم قال في وصف الجنّة: ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ﴾ [الرّعد: من الآية 35]، يقرّب للأذهان بمثالٍ توضيحيٍّ، وقال سبحانه وتعالى : ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ [السّجدة]، وقد وصف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الجنّة بقوله: «قال الله تعالى: أعددتُ لعبادي الصّالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلب بشر»([1])، وقول الحقّ على الأرائك ينظرون يعطينا معنىً آخر: في الدّنيا قد تجلس على أرائك فاخرةٍ وتكون مهموماً بأيّ شيءٍ، مشغولاً عن النّعيم المحيط بك لا تشعر به، أمّا في الجنّة فليس هناك ما يشغل الإنسان عن النّعيم، بل يعيش فيه منصرفاً إليه.

 


(([1] صحيح البخاريّ: كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنّة وأنّها مخلوقة، الحديث رقم (3072).

عَلَى الْأَرائِكِ: الجار والمجرور متعلقان بما بعدهما

يَنْظُرُونَ: مضارع وفاعله والجملة حال

﴿الْأَرَائِكِ﴾: جمع أريكة، وهي السّرير، هذا ما نعرفه في لغة البشر، أمّا الّذي في الجنّة فغيبٌ عنّا لم تره العيون، ولم يخطر على قلب بشرٍ؛ لذلك ليس له وجودٌ في اللّغة؛ لأنّ اللّفظ يوضع بعد وجود المعنى