﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ﴾: أي: لله عز وجلَّ القدرة البالغة، فإنّه قادر إن وقع من النّبيّ ﷺ الطّلاق أن يبدله أزواجاً خيراً وأفضل منكنّ.
﴿مُسْلِمَاتٍ﴾: قائمات بفروض الإسلام.
﴿مُؤْمِنَاتٍ﴾: كاملات الإيمان والتّصديق بالله سبحانه وتعالى وملائكته وكتبه ورسله.
﴿قَانِتَاتٍ﴾: مطيعات لله سبحانه وتعالى ورسوله ﷺ.
﴿تَائِبَاتٍ﴾: تائبات من الذّنوب.
﴿عَابِدَاتٍ﴾: مواظبات على عبادة الله عز وجلَّ متذلّلات له.
﴿سَائِحَاتٍ﴾: صائمات.
﴿ثَيِّبَاتٍ﴾: بعضهنّ ثيّبات، والثّيّب: هي المرأة الّتي قد تزوّجت، ثمّ طلّقها زوجها أو مات عنها.
﴿وَأَبْكَارًا﴾: وبعضهنّ أبكاراً، والبكر: هي العذراء.
ويُلاحظ أنّ هذه الصّفات جميعها يمكن اجتماعها في موصوف واحد، ما عدا الوصفين الأخيرين، لذا عُطفا بالواو، للدّلالة على التّغاير أو التّباين في الوصفين، والعطف يقتضي المغايرة، فانظروا إلى دقّة القرآن الكريم، ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النّساء: من الآية 82]، والآية تتضمّن غاية التّهديد والوعيد على محاولات إيذاء النّبيّ ﷺ، وتعطي صفات لزوجات النّبيّ ﷺ، فكانت هي الأساس لهنّ جميعاً بالتزامهنّ بكلّ ما ورد في هذه الآية، فكانت زوجات النّبيّ ﷺ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات، فهذا التّحذير الّذي جاء من مجرّد غيرة بالنّسبة إلى مارية القبطيّة، وحديث تمّ تداوله بين السّيّدة حفصة والسّيّدة عائشة رضي الله عنهما إلى توجيه إلهيّ ربّانيّ كيف تكون زوجات النّبيّ ﷺ، أمّهات المؤمنين، وكيف هنّ المثال والقدوة والأسوة لنساء المؤمنين كلهنّ.