– الحالة الثّانية: ﴿وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ﴾ أي إنّه لن تقوم قائمة لشعب بني إسرائيل إلّا إذا كان هناك مَن يدعمهم، كما نرى الولايات المتّحدة الأمريكية والغرب كيف يدعمونهم، إذاً هم أذلّاء باستثناء أن يكون هناك ميثاق بينهم وبين المسلمين كما فعل الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم وهم نقضوا المواثيق والعهود وجرى بعد ذلك ما جرى من إخراجهم من أرض العرب ومن المدينة المنوّرة، إذاً فهذه الآية تبيّن لنا أنّهم أذلّاء إلّا إن كان معهم ميثاق وصدقوا بميثاقهم أو أنّ هناك من يقوم بحمايتهم ودعمهم من النّاس كما نجد في هذه الأيّام مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة والغرب.
﴿وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ﴾: رَجَعوا به مُستحقِّين له.
﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ﴾: المسكنة الّتي ضُربت عليهم بأصولهم وأجدادهم نتيجة لما فعلوه، إذاً هناك ذلّة وهناك مسكنة، أمّا الذّلّة فقد يكون فيها استثناء وهو حبل من الله وحبل من النّاس، أمّا المسكنة فهي جزء من الجينة الّتي يتوارثونها، ولكن نتيجة ماذا؟
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ﴾: ذلك لأنّهم يكفرون ويجحدون بآيات الله، وآيات الله أي المعجزات الّتي نزلت على شعب بني إسرائيل كثيرة، ولكنّهم كانوا يُقابلونها بالجحود كما أخبر سبحانه وتعالى: ﴿فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [النّساء: من الآية 153]، ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [الأعراف]، وكلّما جاءهم موسى عليه السلام بآية من الآيات جحدوا بعدها، رغم أنّهم رأوا بأعينهم هذه الآيات، عندما ضرب موسى عليه السلام بعصاه البحر فانفلق، وعندما ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، وعندما أنجاهم الله سبحانه وتعالى من فرعون وقومه.. فكفرهم بما جاءهم من الآيات كان سبباً لما أصابهم من ذلٍّ ومسكنة، وما حلّ بهم من غضب الله، فالله تبارك وتعالى لا يظلم النّاس شيئاً.
﴿وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ﴾: فقد قتلوا الكثير من الأنبياء الّذين أرسلهم الله لشعب بني إسرائيل، كسيّدنا زكريّا وسيّدنا يحيى وغيرهم من الأنبياء الّذين تعرّض لهم اليهود.
﴿ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾: هناك معصية وهناك اعتداء.