هناك ثلاث شهادات:
– أوّل شهادة: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ)، فهو الّذي خلق السّماوات والأرض، وهو الّذي يملك أمر الحياة والموت، وهو الّذي أجرى الأنهار والبحار.. فهل وُجد إله آخر نازعه ملكيّتها؟ حتّى هذه اللّحظة لم يوجد ولن يوجد، فإذاً هي ملكه. هذه الشّهادة هي شهادة الذّات للذّات، شهادة الله سبحانه وتعالى بأنّه لا إله إلّا هو، (كَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا) [النّساء: 79].
– ثاني شهادة: (وَالْمَلائِكَةُ) هذه شهادة المشهد، قال سبحانه وتعالى للملائكة: كونوا طائعين، فكانوا طائعين.
– ثالث شهادة: (وَأُولُو الْعِلْمِ)، هذه شهادة الدّليل، قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) [آل عمران]، إذاً فأنت تشهد أنّه لا إله إلّا الله بالأدلّة الّتي خلقها سبحانه وتعالى: (وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) [يس]، (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) [يس]، (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ) [يس]، هناك كثير من الآيات البيّنات في الكون والشّمس والقمر والأنهار، وفي أنفسكم وفي الحياة والموت… نستدلّ بها على وحدانيّة الخالق جلّ وعلا.