الـمُخاطَب هو سيّدنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم وكلّ من يتّبعه.
﴿سَبِّحِ﴾: أي نزّه الله سبحانه وتعالى ، وذلك بنفي النّظير عنه في الأفعال والأقوال والصّفات، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشّورى: من الآية 11]، عندما نقرأ آيات التّسبيح نجد أنّه سبحانه وتعالى مُسبَّحٌ أزلاً؛ أي مُنَزَّهٌ قبل أن يُخْلَق من يسبّح له، فالتّنزيه والتّسبيح ثابتٌ له قبل وجود الـمُسَبِّحين، وتسبيحنا لله سبحانه وتعالى لا يعود عليه بفائدةٍ جلّ وعلا، إنّما نحن المستفيدون من التّسبيح، وجاءت مادّة (سبّح) في القرآن الكريم مرّةً في الماضي: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [الحديد]، ومرّةً في المضارع: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [الجمعة]، فالتّسبيح ثابتٌ لله سبحانه وتعالى أزلاً وشائعٌ في جنبات هذا الكون في كلّ زمانٍ، في الماضي والحاضر والمستقبل، فالكلّ يسبّح وينزّه الله سبحانه وتعالى، ﴿وإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: من الآية 44]، وقد بيّنا سابقاً أنّ الآية الكريمة: ﴿لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾