الآية رقم (146) - سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ

﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾: حتّى لا يقولنّ قائلٌ: بأنّ الله سبحانه وتعالى قال: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ﴾، فالسّبب إذاً: ﴿بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ وليس السّبب بأنّ الله سبحانه وتعالى كتب عليهم بأنّه سيصرف عنهم هذه المعجزة.

إنّ ورود هذه الآية في هذا الموضع هو من أسلوب القرآن العظيم، فالأحداث تتعلّق بموسى عليه السّلام وفرعون وشعب بني إسرائيل وما جرى مع موسى عليه السّلام، فقد كان المولى سبحانه وتعالى يتحدّث عنه عندما قال: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ [الأعراف: من الآية 143]، فقد أخذ الألواح، ثمّ يقطع القرآن الكريم حتّى لا يعتقدنّ إنسانٌ بأنّه يقرأ قصّةً، وإنّما يقرأ عظةً وعبرةً ووظيفةً إيمانيّةً، فتأتي الآيات الّتي توظّف هذه الأحداث وهذه الشّخصيّات بالطّريقة الإيمانيّة، فيأتي هذا التّعقيب: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ وهذه تنطبق على شعب بني إسرائيل وتنطبق على فرعون وتنطبق على الأزمنة كلّها اللّاحقة والسّابقة، فهي موعظةٌ عامّةٌ للبشر كلّهم.

سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور،

الَّذِينَ: اسم الموصول مفعوله والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا والجملة مستأنفة.

يَتَكَبَّرُونَ: فعل مضارع وفاعل.

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بيتكبرون والجملة صلة.

بِغَيْرِ: متعلقان بمحذوف حال.

الْحَقِّ: مضاف إليه

وَإِنْ: شرطية

يَرَوْا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه فعل الشرط والواو فاعل

و كُلَّ: مفعول به.

آيَةٍ: مضاف إليه

لا يُؤْمِنُوا: مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، ولا نافية لا عمل لها.

بِها: متعلقان بالفعل قبلهما والجملة لا محل لها جواب شرط لم تقترن بالفاء أو إذا الفجائية.

وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا: صدر الآية سبق إعرابها

لا يتخذوه سبيلا: فعل مضارع وفاعله ومفعولاه، والجملة لا محل لها كسابقتها.

ذلِكَ: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف حرف خطاب.

بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا: أن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ.

وَكانُوا: كان واسمها.

عَنْها: متعلقان بالخبر (غافِلِينَ) والجملة معطوفة على جملة الخبر كذبوا.

سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ: بالطبع على قلوب المتكبرين وخذلانهم، ومنعهم فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي وشريعتي وأحكامي، فلا يفكرون فيها، ويتكبرون عن طاعتي.

وآياتي: دلائل قدرتي من المصنوعات وغيرها

يَتَكَبَّرُونَ: أي يتكبرون عن طاعتي، ويتكبرون على الناس بغير حق.

والتكبر: غمط الحق بعدم الخضوع له، مع احتقار الناس غالباً.

وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ: طريق

الرُّشْدِ: الهدى الذي جاء من عند الله، والصلاح والاستقامة، وضده الغي والسفه، والرّشد والرّشد في اللغة: أن يظفر الإنسان بما يريد، وهو ضد الخيبة.

الغَيِّ: الضلال

ذلِكَ: الصرف