الآية رقم (14) - زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ

عندما يضلّ الإنسان فإنّ ذلك يكون نتيجة اتّباع الهوى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) [الجاثية: من الآية 23]، ولكلّ هوى مفتاح، فيجب أن نعلم ما هي مفاتيح الهوى.

(زُيِّنَ لِلنَّاسِ): زُيّن مبني للمجهول، لم يبيّن الله عز وجل من الّذي زيّن.

(حُبُّ الشَّهَوَاتِ): هناك شهوات مركوزة في الإنسان، هذه الشّهوات هي ميل النّفس لفعل معيّن بقوّة. فالشّهوة الجنسيّة لاستبقاء النّوع، وهذا مركوز في الإنسان، لا يستطيع أحد إنكارها، كذلك حبّ الأولاد وحبّ المال.. كلّها أمور مركوزة في فطرة الإنسان الّتي فطر النّاس عليها، طالما هذه الشّهوات موضوعة في الإنسان فقد وضع الله سبحانه وتعالى مصارف لها، فمن وضعها في مصارفها الّتي أحلّها الله، فيكون الّذي زيّن هو الله سبحانه وتعالى، ومن وضعها في غير ما أحلّ الله وتعدّى فيكون الشّيطان هو الّذي زيّن، فالله سبحانه وتعالى شرع الزّواج لصرف الشّهوة الجنسيّة، وهذا طريق الحلال، قال عليه الصّلاة والسّلام: «الدّنيا متاع، وخير متاع الدّنيا المرأة الصّالحة»([1])، أمّا إن وضعها في الحرام كمن يزني ويعتدي على أعراض الآخرين، فالشّيطان زيّن له.

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ: زين فعل ماض مبني للمجهول والجار والمجرور متعلقان بزين

حبّ: نائب فاعل

الشهوات: مضاف إليه

مِنَ النِّساءِ: متعلقان بمحذوف حال من الشهوات

وَالْبَنِينَ: معطوف على النساء مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم

وَالْقَناطِيرِ: عطف على البنين

الْمُقَنْطَرَةِ: صفة «مِنَ الذَّهَبِ» متعلقان بالمقنطرة

وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ: عطف على ما قبلها.

ذلِكَ: اسم إشارة مبتدأ

مَتاعُ: خبر

الْحَياةِ: مضاف إليه

الدُّنْيا: صفة الحياة مجرورة والجملة مستأنفة

وَاللَّهُ: الله لفظ الجلالة مبتدأ

عِنْدَهُ: مفعول فيه ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ المؤخر «حُسْنُ»

الْمَآبِ: مضاف إليه والجملة الاسمية

«عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ» في محل رفع خبر المبتدأ الله

وجملة «وَاللَّهُ عِنْدَهُ … » استئنافية

زُيِّنَ :حبّب لهم، والمزين: هو الله للابتلاء، أو الشيطان بوسوسته وتحسينه الميل إليها

الشَّهَواتِ: جمع شهوة: وهي ما تشتهيه النفس وتميل إليه وتستلذه، والمراد بها المشتهيات

كما يقال: شهوة فلان: الطعام، أي ما يشتهيه.

وَالْقَناطِيرِ: جمع قنطار: وهو المال الكثير، وعن سعيد بن جبير: مائة ألف دينار.

ولقد جاء الإسلام وفي مكة: مائة رجل قد قنطروا الْمُقَنْطَرَةِ المجمعة الْمُسَوَّمَةِ الحسان المعلمة

من السومة: وهي العلامة، أو المرعية في المروج والمراعي: من أسام الدابة وسوّمها: رعاها

وَالْأَنْعامِ: الإبل والبقر والمعز والغنم

وَالْحَرْثِ: الزرع والنبات

ذلِكَ: أي المذكور أو المتقدم ذكره

مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا: يتمتع به فيها ثم يفنى

وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ: المرجع وهو الجنة، فينبغي الرغبة فيه دون غيره.