عندما يضلّ الإنسان فإنّ ذلك يكون نتيجة اتّباع الهوى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) [الجاثية: من الآية 23]، ولكلّ هوى مفتاح، فيجب أن نعلم ما هي مفاتيح الهوى.
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ): زُيّن مبني للمجهول، لم يبيّن الله عز وجل من الّذي زيّن.
(حُبُّ الشَّهَوَاتِ): هناك شهوات مركوزة في الإنسان، هذه الشّهوات هي ميل النّفس لفعل معيّن بقوّة. فالشّهوة الجنسيّة لاستبقاء النّوع، وهذا مركوز في الإنسان، لا يستطيع أحد إنكارها، كذلك حبّ الأولاد وحبّ المال.. كلّها أمور مركوزة في فطرة الإنسان الّتي فطر النّاس عليها، طالما هذه الشّهوات موضوعة في الإنسان فقد وضع الله سبحانه وتعالى مصارف لها، فمن وضعها في مصارفها الّتي أحلّها الله، فيكون الّذي زيّن هو الله سبحانه وتعالى، ومن وضعها في غير ما أحلّ الله وتعدّى فيكون الشّيطان هو الّذي زيّن، فالله سبحانه وتعالى شرع الزّواج لصرف الشّهوة الجنسيّة، وهذا طريق الحلال، قال عليه الصّلاة والسّلام: «الدّنيا متاع، وخير متاع الدّنيا المرأة الصّالحة»([1])، أمّا إن وضعها في الحرام كمن يزني ويعتدي على أعراض الآخرين، فالشّيطان زيّن له.