﴿فَاعْبُدُوهُ﴾: أي أطيعوه، وطاعة الله سبحانه وتعالى في كلّ عملٍ، فكلّ خيرٍ تؤدّيه في هذه الحياة هو عبادةٌ، تبسّمك في وجه أخيك عبادةٌ وصدقةٌ، إماطة الأذى عن الطّريق عبادةٌ وصدقةٌ، إن أحسنت في عملك فهي عبادةٌ، الفلاح في حقله إن فلح وحصد وزرع وأحسن فهو في عبادةٍ، العامل في مصنعه إذا أحسن فهو في عبادةٍ، الجنديّ في جبهته إن قاتل ودافع فهو في عبادةٍ، إذاً العبادة تشمل كلّ نواحي الحياة، لذلك نقول: العبادة هي منهجٌ، هي طاعةٌ لله سبحانه وتعالى، وليست كما يعتقد بعض النّاس أنّها إقامة أركان الإسلام فقط؛ لأنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «بُني الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أنْ لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله، وإقامِ الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، والحجّ، وصوم رمضان»([1])، ولم يقل: إنّ الإسلام هو خمسٌ فقط، شهادتان وصلاةٌ وزكاةٌ وصيامٌ وحجٌّ، هذه أركان.
﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾: الوكيل: الّذي يتصرّف لك بأمورك، لكن هذا يكون وكيلٌ لك، أمّا الله سبحانه وتعالى فيكون وكيلاً عليك، وهذا هو الفارق، فهو يتصرّف بكلّ شيءٍ، وهو فوق كلّ شيءٍ، ويدبّر أمر كلّ شيءٍ في هذه الحياة.