﴿ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾: الله سبحانه وتعالى واجب الوجود، أي توجب الطّاعة الألوهيّة والرّبوبيّة، والرّبّ: هو المربّي والمعطي والمنعم، والإله: هو المعبود الـمُطاع، ﴿ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ هي شهادة الذّات للذّات، وهذه أعظم شهادةٍ على الإطلاق، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران]، الله سبحانه وتعالى شهد هو أوّلاً بأنّه لا إله إلّا هو، فهذه الشّهادة هي شهادة الذّات للذّات، وهي أكبر من أيّ شهادةٍ أخرى، لذلك قال بعد أن بيّن كلّ الآيات والحجج والدّلائل، مَن فالق الحبّ والنّوى، وفالق الإصباح، بعد كلّ هذه الآيات قال: ﴿ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾، إذاً أنت تتعرّف على الله سبحانه وتعالى من خلال خلقه.
﴿خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾: هو خلق كلّ شيءٍ، فلا يمكن لمخلوقٍ أن ينازعه في الـمُلك.