الآية رقم (53) - ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

أمّا عين الدّين فهي ترشد الأعماق إلى الصّواب؛ لأنّ الدّين أمانةٌ وضعها الحقّ سبحانه وتعالى الّذي خلق الخلق في ضمير الإنسان، فإيّاك أن تخون الأمانة في الأمور السّريّة الّتي لا يعرفها أحدٌ سوى الله سبحانه وتعالى ، كالحسد والبغضاء.. فإذا لم تتوفّر الحراسة الإيمانيّة من الضّمير على الأعمال الباطنة، فقد ينحرف الإنسان إلى أيّ جريمةٍ ظاهرةٍ، وهذه الحراسة الإيمانيّة لا تتمّ إلّا من خلال الأمانة الّتي بيّنها الله سبحانه وتعالى بقوله: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب]، وعلى الإنسان أن يحافظ عليها حتّى لا يغيّر الله سبحانه وتعالى من نِعمه الّتي أنعمها على النّاس ويحلّ عليهم غضبه.

ذلِكَ: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف للخطاب.

بِأَنَّ: أن حرف مشبه بالفعل والباء حرف جر.

اللَّهَ: لفظ الجلالة اسمها.

لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب.

يَكُ: مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف واسمها ضمير مستتر تقديره هو.

مُغَيِّراً: خبرها. والجملة في محل رفع خبر أن.

نِعْمَةً: مفعول به لمغيرا والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة.

أَنْعَمَها: فعل ماض ومفعوله. وفاعله هو

عَلى قَوْمٍ: متعلقان بأنعمها.

حَتَّى: حرف غاية وجر.

يُغَيِّرُوا: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى، وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل واسم الموصول

ما: مفعول به.

بِأَنْفُسِهِمْ: متعلقان بمحذوف صلة الموصول. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بمغيرا.

وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ: أن واسمها وخبراها والمصدر المؤول من أن وما بعدها معطوف على المصدر المؤول من أن وما بعدها في أول الآية.

ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ: أي تعذيب الكفرة بسبب أن الله

مُغَيِّراً نِعْمَةً: مبدلاً لها بالنقمة

حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ: يبدلوا نعمتهم كفرا كتبديل كفار مكة إطعامهم من جوع، وأمنهم من خوف.