خاتمة الجزء الثلاثون من التفسير

تَمَّ بِفَضْلِ اللهِ تعالى تَفْسِيرُ جزْءِ (عمّ)

الحمدُ لله الّذي جعلَ القُرآنَ نُوراً لا يُطْفَأُ مِصبَاحُهُ، وسِرَاجاً لا يَخْبُو تَوَقُّدُه، ومَنهَجاً لا يَضِلُّ سَالِكُهُ، وفُرقَاناً لا يَخمَدُ بُرهانُهُ، وبُنياناً لا تُهْدَمُ أحكامُهُ، وحَقَّاً لا يُخْذَلُ أعوانُهُ.

اللَّهمَّ ارْفَعْنا بالقُرآنِ الكريمِ في دَرَجِ الجِنَانِ، وارْفَعْ عَنَّا بِفَضْلِهِ الأحْزانَ، وزوِّدْنا بِفَضْلِهِ مِنَ الخَيراتِ الحِسانِ، وَضَاعِفْ لَنا الأُجُورَ بِرَحْمَتِكَ وإحْسَانِكَ يا وَاهِبَ المِنَنِ الحِسَانِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لِقُرْآنِكَ خَاشِعِينَ، وَبِلَيلِكَ قَائِمِينَ رَاكِعِينَ سَاجِدِينَ، وَبِعِبَادَتِكَ مُخْلِصِينَ، وَلِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم تَابِعينَ، وَبِحُبِّكَ وَاصِلِينَ، وَلِجَنَّتِكَ مُسْتَحِقِّينَ، وَلِوَجْهِكَ الكَريمِ نَاظِرينَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

اللّهمَّ اجْعَلنَا ممَّن تأدَّبَ بآدابِ القرآنِ، وائتمرَ بأوامرِه، وانتهى بنواهيه، والتمسَ غرائبَ علومِه، وخشَعَ لسماعِه، وخضعَ لكلامِه، وآمنَ بمتشابِهه، وعَمِلَ بمُحكَمِه، واستنَّ بسُنَّتِه، وحافظَ على واجباتِه، وعَمَّرَ بتلاوتِه جميعَ أوقاتِه، ولم يغفَلْ عن تلاوتِه في حالةٍ من حالاتِه.

اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِتَرْكِ المعَاصِي دَائِماً مَا أَحْيَيْتَنَا، وَارْحَمْنَا بِتَرْكِ مَا لا يعنِينَا، وارْزُقْنَا حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنَّا، وَأَلْزِمْ قُلُوبَنَا حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنَا، وَنَوِّرْ بِهِ أَبْصَارَنَا، واشْرَحْ بِهِ صُدُورَنَا، واجْعَلْنَا نَتْلُوهُ كَمَا يُرْضِيكَ عَنَّا، وافْتَحْ بِهِ قُلُوبَنَا، وَأَطْلِقْ بِهِ أَلْسِنَتَنَا.

سُبْحَانَ ربِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وسَلامٌ عَلى الـمُرْسَلِينَ، والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَـمِين.