كانت الآيات تتحدّث عن الطّلاق ثمّ دخلت آية لا تتعلّق بأحكام الأسرة ولا بأحكام الطّلاق، وإنّما هذه الآية تتعلّق بالصّلاة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ)، فلو كان القرآن من وضع إنسان فإنّه يتوخّى أن يكون هناك تسلسل في المواضيع، هذا لو كان من لدن بشر، فأمّا وأنّه إعجاز وهو من ربّ البشر، فالسّياق يختلف؛ لأنّ هناك وحدة في التّكاليف الإيمانيّة أوّلاً، وطالما أنّ الحديث عن الطّلاق وهو أبغض الحلال عند الله، وطالما أنّ الطّلاق يؤدّي إلى تنافر وإلى شقاق، فيحتاج المجتمع وتحتاج المرأة ويحتاج الرّجل وتحتاج الأسرة إلى السّكينة أمام هذا الشّقاق، فما الّذي يحقّق السّكينة في المجتمع ويُسبل ثوب القبول والاطمئنان والرّضى على الإنسان؟
إنّها الصّلاة، لذلك كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا حزبه أمر كان يفزع إلى الصّلاة، وكان يقول: «يا بلال، أقم الصّلاة، أرحنا بها»([1])، إذاً أرحنا بها من كلّ هموم الحياة، فكيف إذا كان الهمّ هو همّ انفصام عرى الأسرة، ومشاكل بين الرّجل والمرأة، ومشاكل داخل الأسرة، فإذاً لا بدّ من اللّجوء إلى الله سبحانه وتعالى الّذي شرع الطّلاق وشرع أحكام الطّلاق، لنعيد التّوازن إلى النّفوس فيعود الاطمئنان إلى قلب الرّجل والمرأة.