الآية رقم (36) - جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا

عندما تحدّث عن أهل النّار قال: ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾؛ أي لم يظلمهم ربّهم، أمّا هنا فيقول سبحانه وتعالى: ﴿جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا﴾ جمع لهم بين العطاء والحساب.

﴿عَطَاءً﴾: أي هبةً، والعطاء هو زيادةٌ في الفضل.

﴿حِسَابًا﴾: الحساب مكان العمل الصّالح الّذي أسلفوه.

ولكن أليس الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ [النّجم]؟ النّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم قال: «لا يدخل أحدكم الجنّة بعمله»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله منه برحمة وفضل»([1])، رحمة الله سبحانه وتعالى هي فضلٌ فوق العدل، فالعدل على العمل، والفضل من رحمة الله سبحانه وتعالى ، فالإنسان يدخل الجنّة برحمة الله وليس بعمله، لكنّ العمل شرطٌ حتّى يستوجب الرّحمة.

 


([1]) مسند أحمد بن حنبل: مسند أبي هريرة رضي الله عنه، الحديث رقم (7473).

جَزاءً: مفعول مطلق

مِنْ رَبِّكَ: متعلقان بجزاء

عَطاءً: بدل من جزاء

حِساباً: صفة عطاء.

﴿جَزَاء مِّن رَّبِّكَ﴾؛ أي لم يظلمهم ربّهم.

﴿عَطَاءً﴾: أي هبةً، والعطاء هو زيادةٌ في الفضل.

﴿حِسَابًا﴾: الحساب مكان العمل الصّالح الّذي أسلفوه.