الآية رقم (17) - ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ

الحقّ سبحانه وتعالى يريد ممّن سلك سبيل الخير لاقتحام العقبة الّتي كانت تحجزه عن بلوغ الجنّة ألّا يقف عند هذا الحدّ، بل عليه أن يرتقي بنفسه في مراقي الإيمان ويُحسّن إسلامه، وأن يكون ضمن المجتمع المؤمن، الّذي تميّز عن بقيّة المجتمعات بالقيم والأخلاق، يتواصَى بالصّبر والمرحمة، وفي سورة (العصر) قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر]، أمّا هنا فقال: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾، والتّواصي أن تكون مرّةً موصِياً ومرّةً مُوصَىً، فحين لا يكون عندك ضعف الأغيار تكون موصِياً وعندما تضعف يوصَى لك، هكذا هو المجتمع المتساند الـمُتعاضد، وهنا في سورة (البلد) تواصٍ بالصّبر ثمّ تواصٍ بالمرحمة، كأنّ سورة (البلد) تكمّل ما في سورة (العصر) نتواصى بالصّبر على طاعة الله سبحانه وتعالى  وأمام البلاء والمصائب الّتي تعترضنا، فالصّبر هو نصف الإيمان.

ثُمَّ: حرف عطف

كانَ: ماض ناقص اسمه مستتر

مِنَ الَّذِينَ: متعلقان بمحذوف خبر كان، والجملة معطوفة على ما قبلها

آمَنُوا: ماض وفاعله والجملة صلة

وَتَواصَوْا: معطوف على آمنوا

بِالصَّبْرِ: متعلقان بالفعل

وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ: معطوفة على ما قبلها.

ثُمَّ: عطف على اقْتَحَمَ وثُمَّ للترتيب الذكري لا الزماني، والمعنى: وكان وقت الاقتحام مؤمنًا.

وَتَواصَوْا: أوصى ونصح بعضهم بعضًا.

بِالصَّبْرِ: على الطاعة، وعن المعصية.

بِالْمَرْحَمَةِ: الرحمة على الناس