سيّدنا موسى عليه السّلام أكثر الأنبياء ذكراً في قصص القرآن الكريم، السّبب الرّئيس أنّ شعب بني إسرائيل ستكون له قضيّةٌ، هذه القضيّة وهذه المشكلة ستبقى وسنجد أثرها اليوم، هؤلاء الصّهاينة المجرمون القَتَلة أعداء الأنبياء هم أكثر مَن جاءهم الأنبياء؛ لأنّهم أكثر النّاس مرضاً، فعندما تتعدّد الأمراض تأتي بمجموعةٍ من الأطبّاء، طبيب كلية وطبيب عيون وطبيب أعصاب…؛ أي أنّ كثرة الأنبياء عليهم السّلام على شعب بني إسرائيل دليلٌ على كثرة أدوائهم.
موسى عليه السّلام جاء إلى أكبر طغاة الأرض الّذي قال: أنا ربّكم الأعلى، وهو فرعون، وفرعون هو اسمٌ للطّغاة الّذين حكموا مصر، لكن هنا يجب أن نقف؛ لأنّه عندما قصّ الله سبحانه وتعالى قصّة موسى عليه السّلام بدأها في سورة (طه) وسورة (القصص) وغيرهما بالحديث عن أمّ موسى، فهناك تهمةٌ ملصقةٌ إلصاقاً بالإسلام وهي موضوع التّمييز ضدّ المرأة، فالمقطع المتعلّق بأمّ موسى يفتح أمامنا هذه القضيّة، فالله سبحانه وتعالى في أعظم قضيّةٍ الّتي هي قضيّة موسى وفرعون بدأها بالحديث عن امرأة: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ [القصص: من الآية 7]
بعد ذلك يواسيها: ﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي﴾ [القصص: من الآية 7]، ربٌّ بعظمته يواسي امرأة: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: من الآية 7].