﴿ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ﴾: أعد البصر مرّة بعد أخرى، فانظر هل ترى من فطور أو تفاوت أو خلل؟ فإن لم تستدرك التّثبّت والتّأمّل بالمرّة الأولى فردّ البصر مرّة أخرى مستقصياً، وردّ البصر مرّة أخرى بعد مرّة؛ لأنّنا إذا نظرنا عدّة مرّات فلا بدّ أن ينقلب إلينا البصر خاسئاً؛ أي: كليلاً ضعيفاً لا يقوى على مواجهة الضّوء الشّديد، كما لو واجهت بعينيك ضوء الشّمس، فإنّه يمنعك من الرّؤية؛ لأنّ الضّوء الأصل فيه أن نرى به ما لا نراه.
﴿ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا ﴾: أي: يرجع إليك البصر ﴿ خَاسِئًا ﴾؛ أي: صاغراً بمنزلة الخاسئ، وهو المطرود الذّليل المبعد عن أن ينظر باستدامة، فالخاسئ الّذي لم ير ما يهوى، فهو خاسئ ولم يحصل له ما طلب من رؤية التّشقّق والخلل.
﴿ وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾: ولن ينقلب ويرجع إليك البصر خاسئاً فقط، بل سينقلب ﴿ وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾؛ أي: كليل ضعيف عن تحمّل الضّوء، والحسرة: شدّة التّلهّف على الشّيء الفائت.