تفسير سورة المطففين

تأخذ سورة (المطفّفين) سياقها ممّا قبلها، وتلتقي مع سياق ما بعدها من السّور في إطار الغرض العامّ في هذا الجزء الأخير من القرآن الكريم للتّأكيد على أمر البعث واليوم الآخر، وأمر البعث أخذ هذا الاهتمام؛ لأنّه الوجه الآخر من القمّة الإيمانيّة الّتي بدأت بالإيمان بالله سبحانه وتعالى  ثمّ الإيمان بما أخبر به سبحانه وتعالى  من أمور الغيب، كالملائكة والرّسل والقضاء والقدر واليوم الآخر، فاليوم الآخر هو حصيلة هذا الإيمان، فمن لم يؤمن رَغَباً فليؤمن بالله سبحانه وتعالى  رَهَباً، وقد تكلّمت سورتَا (التّكوير) و(الانفطار) عن مقدّمات هذا اليوم وما يحدث فيه من أهوالٍ، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التّكوير]، ﴿إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ﴾ [الانفطار]، وكذلك تعرّضت سورة (الانفطار) للكَتَبة الّذين يكتبون الأعمال: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾، أمّا سورة (المطفّفين) فقد تكلّمت أيضاً عن اليوم العظيم: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وعن المكتوب: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ﴾، ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ﴾.