كالسّور الّتي سبقت يُقسم الحقّ سبحانه وتعالى هنا باللّيل والنّهار، وهما أعظم آيتين مُشاهدَتين لا يستطيع أحدٌ إنكارهما، كالشّمس والقمر. والله سبحانه وتعالى جعل اللّيل سكناً ولباساً وراحةً وهدوءاً، وجعل النّهار للحركة والنّشاط، ولا تصحّ حركة النّهار إلّا بالرّاحة في اللّيل، لذلك فهما متكاملان وليسا متضادّين، ولكلٍّ منهما مهمّة، وقد جاء سبحانه وتعالى باللّيل أوّلاً والنّهار ثانياً؛ لأنّه لا يمكن أن تؤدّي مهمّة النّهار على حقيقتها إلّا إن جاءت مهمّة اللّيل فأُدّيت على حقيقتها، وذلك من رحمة الله سبحانه وتعالى، قال جلَّ جلاله: ﴿وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [القصص]، أي لتسكنوا في اللّيل ولتبتغوا من فضل الله جلَّ جلاله في النّهار.