تفسير سورة التكوير

هذه السّورة الكريمة من السّور المكيّة، وهي من السّور الّتي تُعنى بالعقيدة وبأحوال يوم القيامة والجزاء والثّواب والأهوال والانقلاب الكونيّ الّذي يحدث في هذا اليوم، يقو صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ سرّه أن ينظرَ إلى يوم القيامة كأنّه رأي عينٍ فليقرأ: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) ( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)»([1]).

إذاً تبيّن لنا هذه السّورة العظيمة الانقلاب الهائل الّذي سيطرأ على هذا الوجود الرّتيب المعتاد وما يتعلّق بطريقة نظام الكون وما فيه، ويجب أن نعلم أنّ رتابة النّعمة أحياناً تفقد الإنسان الإحساس بقيمتها، وأحداث يوم القيامة تطرأ على النّعم الّتي أنعم الله سبحانه وتعالى بها علينا، وقد أخذت صفة الثّبات والدّوام والاستقرار، لكنّه سيأتي يومٌ تتهدّم وتتفكّك أجزاؤها ويطرأ عليها التّغيير؛ لأنّها مخلوقةٌ لله سبحانه وتعالى.

وتتحدّث عن الوحي الّذي نزل على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وموقف النّاس من هذا الوحي، وتقرّر قضيّتين يبدو أنّهما متعارضتان في الظّاهر، لكنّهما متّفقتان في الواقع، هما مشيئة العبد المختار فيما يختار ومشيئة الله سبحانه وتعالى الخالق، لنبدأ في أسرار هذه السّورة العظيمة.

 


([1]) سنن التّرمذيّ: كتاب تفسير القرآن، باب 73، الحديث رقم (3333).