سورة (الأنفال) من السّور المدنيّة الّتي نزلت في المدينة المنوّرة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعندما نقول: بأنّ هناك قرآناً مكيّاً وقرآناً مدنيّاً؛ أي أنّ الفترة الزّمنيّة الّتي كان فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مكّة المكرّمة نزل عليه الوحي بآياتٍ وسورٍ رُتّبت توقيفيّاً من قِبل جبريل عليه السلام، ويُسمّى قرآناً مكيّاً، وعندما انتقل وهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة فكلّ ما نزل عليه بعد الهجرة يسمّى مدنيّاً.
سبب نزول هذه السّورة هو موقعة بدرٍ الكبرى، وهي أهمّ موقعةٍ في الإسلام على الإطلاق، جرت في شهر رمضان المبارك، وكانت أوّل لقاءٍ بين الحقّ والباطل، وسنتحدّث عليها لاحقاً، حيث تكون الآيات المتعلّقة بكلّ ما جرى في هذه المعركة الإيمانيّة الكبرى.
هذه السّورة تسمّى أيضاً سورة بدرٍ؛ لأنّ معظم آياتها تتعلّق بموقعة بدرٍ، لأهميّة هذه الموقعة، وللعبر الّتي ستمرّ بنا من خلال الآيات الكريمة في هذه السّورة، وهي الأساس في كلّ ما جرى للمسلمين بعد ذلك من انتصاراتٍ ومن تمكينٍ في الأرض ومن حضارةٍ، فجاءت هذه السّورة وهي تبيّن تعريف النّفْل.