الآية رقم (90) - بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ

استخدام كلمة (الشّراء)؛ لأنّهم ماديّون لا يفهمون إلّا لغة التّجارة والمال، لا يفهمون إلّا بالدّرهم والدّينار والدّولار، وهذه حياتهم، وقد اشتروا الكفر، وهي تجارة خاسرة: أن يكفروا بما أنزل الله في القرآن.

والكفر: هو الجحود والسّتر.

البغي: هو العدوان وتجاوز الحدّ.

﴿أَن يُنَزِّلُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ، فقد نزل القرآن الكريم على العرب وعلى نبيّ عربيّ فرفضوه؛ لأنّهم كانوا يودّون أن يكون النّبيّ من ذريّة بني إسرائيل، وكانوا يستفتحون على أهل المدينة بأنّه سيكون من اليهود فكان من العرب. والله أعلم حيث يجعل رسالته، والنّبوّة فضل، وختام النّبوّات بنبيّنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم هو أكبر فضل، بعثه الله من العرب، فشرّف به الأمّة العربيّة، فنبيّنا عربيّ والقرآن عربيّ ولسان أهل الجنّة في الجنّة عربيّ، كما ورد عن نبيّنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام.

﴿فَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ، الغضب الأوّل؛ لأنّهم كفروا بالحقّ الّذي جاء به النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهذا الغضب يشتركون به مع الكافرين الّذين لا كتاب لهم، والغضب الثّاني اختصّ به بنو إسرائيل؛ لأنّهم كفروا بالنّبيّ ووصفه موجود عندهم في التّوراة، ذكرت صفاته عليه الصّلاة والسّلام فيها فكفروا به، وهم يعرفون صدقه وأنّه الحقّ، فستروا ما جاءهم في التّوراة. والكفر هو السّتر، أي ستروا ما جاءهم من عند الله سبحانه وتعالى.

﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ: هو الإهانة يوم القيامة، وذلك أشدّ أنواع الإيلام؛ لأنّ الإنسان الّذي كان يتكبّر ويتجبّر يُهان يوم القيامة بسبب ما كان منه في الدّنيا.

بِئْسَمَا: بئس فعل ماض لإنشاء الذم وفاعله ضمير مستتر فيه دل عليه ما وما نكرة تامة مبنية على السكون في محل نصب

على التمييز أي بئس الشراء شراء

اشْتَرَوْا: فعل

أَنْفُسَهُمْ: مفعول به. والجملة في محل نصب صفة.

أَنْ: حرف مصدري ونصب.

يَكْفُرُوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون والواو فاعل وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ وخبره جملة بئس.

بِما: الباء حرف جر ما اسم موصول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما.

أَنْزَلَ اللَّهُ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل

بَغْياً: مفعول لأجله منصوب.

أَنْ: حرف مصدري ونصب.

يُنَزِّلَ: فعل مضارع منصوب والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر التقدير بغيا لتنزيل الله.

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعله.

مِنْ فَضْلِهِ: متعلقان بينزل.

عَلى مَنْ: متعلقان بينزل.

يَشاءُ: فعل مضارع والفاعل هو والعائد محذوف وهو المفعول.

مِنْ عِبادِهِ: متعلقان بمحذوف حال من هذا المفعول أي بمن يشاؤهم من عباده. والجملة صلة الموصول.

فَباؤُ: الفاء حرف عطف، باءوا فعل ماض والواو فاعل.

بِغَضَبٍ: متعلقان بالفعل قبلهما.

عَلى غَضَبٍ: متعلقان بمحذوف صفة لغضب الأولى. والجملة معطوفة.

وَلِلْكافِرِينَ: الواو استئنافية، للكافرين اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

عَذابٌ: مبتدأ مؤخر.

مُهِينٌ: صفة والجملة معطوفة. ماض وفاعله.

بِهِ: متعلقان باشتروا

اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ: باعوها، لأنَّ «اشترى» بمعنى باع، وبمعنى ابتاع، وكل من ترك شيئا وأخذ غيره فقد اشتراه.

بِما أَنْزَلَ اللَّهُ: من القرآن.

بَغْياً: مفعول لأجله

ليكفروا: أي حسداً.

فَباؤُ: رجعوا.

بِغَضَبٍ: الغضب أشد من اللعن، والتنكير للتعظيم، والمعنى: فرجعوا وانقلبوا متلبسين بالغضب.