القرآن الكريم لم يقل: إنّ السّيّد المسيح عليه السَّلام قد مات، قد يقول قائلٌ: كيف يحصل هذا؟ هناك ضجّةٌ في ميلاده فمن الطّبيعيّ أن تكون هناك ضجّةٌ فيما يتعلّق بوفاته، ضجّةٌ في ميلاده حيث كانت ولادته بمعجزةٍ، وارتفع بمعجزةٍ، ارتفع بــــ: ﴿كُن﴾ كما وُلِد بــــ: ﴿كُن﴾، بالنّسبة للمسلمين هذه عقيدةٌ، فكلّنا يعلم أنّ القرآن الكريم ينصّ على أنّ السّيّد المسيح عليه السَّلام رُفع إلى السّماء، وهذا تكريمٌ له، ونحن نعيش مع الإخوة النّصارى كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، لكن المهمّ هل يوجد انتقاصٌ من قدر السّيّد المسيح عليه السَّلام أو أنّه تعظيمٌ وتكريمٌ وتشريفٌ له بأنّ الله سبحانه وتعالى أثبت غير ما قاله اليهود بافترائهم على السّيّدة مريم وقولهم بهتاناً عظيماً؟ لقد أثبت منذ أن كانت مريم طفلةً كيف كانت قدّيسةً في المحراب، وأثبت أّنها ولدت من دون زوجٍ، فجبريل عليه السَّلام نفخ فيها من روح الله سبحانه وتعالى فكان الميلاد العظيم المعجزة للسّيّد المسيح عليه السَّلام، فنحن آمنّا بالله سبحانه وتعالى وبالقرآن الكريم وبكلّ ما جاء به، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ [النّساء: من الآية 122]، فعقيدة المسلم بالنّسبة للسّيّد المسيح عليه السَّلام واضحةٌ ولا نخفيها على أحدٍ، وموجودةٌ في القرآن الكريم، والجميع يقدّر ويحترم ما نزل في كتاب الله سبحانه وتعالى.
بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ: بل حرف إضراب وفعل ماض ولفظ الجلالة فاعل والجار والمجرور
إِلَيْهِ: متعلقان برفعه والجملة معطوفة
وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً: كان واسمها وخبراها والجملة مستأنفة.
بل رفعه الله إليه: بل رفع الله المسيح إليه. يقول: لم يقتلوه ولم يصلبوه، ولكن الله رفعه إليه فطهَّره من الذين كفروا.