يؤكّد الله سبحانه وتعالى قول النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنّه سينزّل الملائكة الّتي وعد النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أصحابه بها بقوله جل جلاله: ﴿بَلَى﴾.
إذاً هناك شرطان لكسب المعركة ولتنزّل الملائكة بيّنهما القرآن الكريم في هذه الآيات: ﴿إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ﴾، وقدّم الصّبر على التّقوى، كما قدّم الصّبر على الصّلاة في آيات أخرى فقال جلّ وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة]، إذاً المعركة تحتاج إلى صبر، والعلم يحتاج إلى صبر، والتّقدّم يحتاج إلى صبر، ومجاهدة النّفس تحتاج إلى صبر، والخوض في الحياة يحتاج إلى صبر، فالصّبر هو سلاح المؤمن الأساسيّ، لكنّ الصّبر يمتزج مع التّقوى ويمتزج مع الصّلاة، والصّلاة هي علامة من علامات التّقوى.
ما هي الأسلحة الّتي يجب أن نستعين بها بعد أن نأخذ بالأسلحة العدديّة والقتاليّة، وبعد أن نعدّ العدّة من خلال الأسباب الدّنيويّة؟ هناك سلاحان: هما الصّبر والتّقوى.
﴿وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا﴾: ما معنى من فورهم؟ أي من وقتهم، في هذا الوقت تحديداً.
﴿يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾: مسوّمين: معلَّمين، أي العلامة ظاهرة عليهم، والفارس المعلّم هو الفارس المميّز.