الآية رقم (15) - بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا

وسائل إدراك القضايا إمّا أن تكون علماً أو تقليداً أو جهلاً أو شكّاً أو ظنّاً أو وهماً، والعلم هو أعلى المستويات في إدراك القضايا، والّذين أوتوا الكتاب إنّما اختلفوا من بعد ما جاءهم من العلم، ولم يقل الله سبحانه وتعالى: (إنّهم اختلفوا عند التّقليد أو الظّنّ أو الجهل أو الشّكّ)، والظّنّ أمرٌ وهميٌّ، والحقّ سبحانه وتعالى يذكّر هؤلاء أنّ ظنونهم ليست حقّاً، بل هي حدثٌ وتخمينٌ لا يرقى إلى اليقين.

﴿بَلَىٰ﴾ : حرف جوابٍ، مثل: نعم تماماً، لكن بلى حرف جوابٍ في النّفي، أي ينفي ما قبله، هنا ينفي ظنّه أنّه لن يحور، فالواقع أنّه سيحور؛ أي سيرجع إلى الله سبحانه وتعالى .

﴿إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾ : فربّه بصيرٌ به عليمٌ بأحواله، لا يخفى عليه شيءٌ، ولا يستطيع أحدٌ أن يفرّ من ربّه أو يستخفي منه، فالله سبحانه وتعالى بصيرٌ بكلّ سكنات الإنسان وحركاته.

بَلى: حرف جواب

إِنَّ رَبَّهُ: إن واسمها

كانَ: ماض ناقص اسمه مستتر

بِهِ: متعلقان بما بعدهما

بَصِيراً: خبر كان والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية جواب قسم مقدر.

إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً: عالمًا بأعماله وبرجوعه إليه، فلا يهمله، بل يرجعه ويجازيه