الآية رقم (1) - بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ

ولهذه السّورة عدّة أسماء؛ فتسمّى:

– التّوبة: لنزول توبةٍ من الله سبحانه وتعالى على الثّلاثة الّذين تخلّفوا عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك، وهم كعب بن مالك، ومرارة بن الرّبيع، وهلال ابن أميّة، حيث ندموا على تخلّفهم عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.

– براءة: لافتتاحها بالبراءة من عهود المشركين.

– الفاضحة: لأنّها تفضح أعمال المنافقين والمشركين.

– المقشقشة: القشقشة معناها التّبرئة، وتعني المبرّأة من النّفاق.

– المنقّرة: أي الكاشفة؛ لأنّها كشفت عمّا في قلوب المشركين والمنافقين.

– الحافرة: لأنّها تحفر في قلوب المنافقين.

– المبعثرة: لأنّها بعثرت ما في قلوب المنافقين.

– المثيرة: لأنّها أثارت عورات المنافقين.

– المشرّدة: الطّاردة للمنافقين المفرّقة لجمعهم.

– المنكّلة: يعني المعاقبة للمنافقين.

– المدمدمة: أي المهلكة.

– العذاب: لتكرّر ذكر العذاب فيها.

قال ابن عبّاس رضي الله عنه: مازال ينزل في هذه السّورة ومنهم ومنهم ومنهم حتّى خفنا ألّا يدع أحداً.

بَراءَةٌ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه براءة.

مِنَ اللَّهِ: متعلقان بمحذوف صفة لبراءة.

وَرَسُولِهِ: عطف.

إِلَى الَّذِينَ: اسم موصول في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة.

عاهَدْتُمْ: فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة صلة الموصول.

مِنَ الْمُشْرِكِينَ: متعلقان بالفعل. وجملة هذه براءة ابتدائية لا محل لها.

بَراءَةٌ: أي تبرؤ من الله ورسوله، يقال: برئ من العهد أو المرض: خلص منه، وبرئ من الذنب: تركه وتباعد عنه، وبرئ من الدين: أسقط عنه.

عاهَدْتُمْ: المعاهدة: عقد العهد بين فريقين على شروط يلتزمونها. وكانت توثق بالأيمان بوضع كل فريق يمينه في يمين الآخر، فسميت أيماناً في قوله تعالى: (إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) أي لا عهود لهم. والمراد من المعاهدين هنا:ذوي العهود المطلقة غير المؤقتة، أو من له عهد دون أربعة أشهر، فيكمل له أربعة أشهر، وكذا من كان له عهد فوقها ونقض العهد. أما من له عهد مؤقت فأجله إلى مدته مهما كان، لقوله تعالى: (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ) الآية،وللحديث: «ومن كان بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عهد، فعهده إلى مدته»قال ابن كثير: وهذا أحسن الأقوال وأقواها.