الآية رقم (101) - بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾: بديع خلق على غير مثالٍ سابقٍ، فإن أردنا تقريب الأمر، عندما نصنع شيئاً يكون له في مخيّلتنا مثالٌ فنصنعه وفق هذا المثال، فإن أردنا أن نصنع كوباً فنستحضر في أذهاننا شكل الكوب لنصنع كوباً ونزيّنه، أمّا البديع فهو الّذي يخلق على غير مثالٍ سابقٍ.

﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ﴾: فطالما أنّه سبحانه وتعالى بديعٌ، أوجد السّماوات والأرض على غير مثالٍ سابقٍ، فلا يمكن أن يطرأ عليه الابن أو الابنة أو الصّاحبة؛ لأنّ هذا يُنقص من صفات الكمال، وأيّ ولدٍ أو صاحبةٍ لله جلَّ جلاله كما ادّعوا، سبحان الله وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً، فهو طارئٌ يطرأ، والله عزَّ وجلّ لا يطرأ عليه شيءٌ.

﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾: ليس فقط خلق كلّ شيءٍ، بل هو بكلّ شيءٍ عليمٌ، كلّ شيءٍ في هذا الوجود من السّماوات والأرض والملائكة والجنّ والإنسان والشّجر والنّبات والحيوان والإنسان، فسبحانه بديع السّماوات والأرض، وهو الخالق جلّ وعلا، لا يغيب شيءٌ عن علمه عزَّ وجلّ.

بَدِيعُ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره الله بديع

السَّماواتِ: مضاف إليه

وَالْأَرْضِ: عطف

أَنَّى: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب حال

يَكُونُ: فعل مضارع تام مرفوع بالضمة

لَهُ: متعلقان بمحذوف حال من ولد كان صفة له، فلما قدّم عليه صار حالا

وَلَدٌ: فاعل مرفوع ويمكن أن تعرب (يَكُونُ) ناقصة والجار والمجرور له خبرها.

وَلَمْ تَكُنْ: مضارع ناقص مجزوم

لَهُ: متعلقان بمحذوف خبرها

صاحِبَةٌ: اسمها المؤخر والجملة في محل نصب حال

وجملة (أَنَّى يَكُونُ): استئنافية لا محل لها.

وجملة (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ): في محل نصب حال

وَهُوَ: الواو حالية

هُوَ: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ

عَلِيمٌ: خبر متعلق به الجار والمجرور «بِكُلِّ» قبله

و شَيْءٍ: مضاف إليه والجملة الاسمية حالية.

بديع السماوات والأرض: أي مبدعهما ; فكيف يجوز أن يكون له ولد .
وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم: عموم معناه الخصوص; أي خلق العالم . ولا يدخل في ذلك كلامه ولا غيره من صفات ذاته . ومثله ورحمتي وسعت كل شيء ولم تسع إبليس ولا من مات كافرًا . ومثله تدمر كل شيء ولم تدمر السماوات والأرض .