بين يدي التفسير

والآيات الّتي تتعلّق بالعلم أتت مجملةً وغيرَ شارحة لكلّ الأبعاد العلميّة، مثل الآيات المتعلّقة بالهواء والماء وخلق الإنسان وخلق السّماوات والأرض وغيرها والقوانين الفيزيائيّة والعلميّة الّتي يمكن أن يستنتجها أو يكتشفها البشر في وقت من الأوقات.

فجاءت هذه الآيات بكلمات معجزة توائِمُ بين ما كان يعلمه النّاس في عصر التّنزيل وما يمكن أن يعلموه بعد مئات السّنين، وهذا ما لا يقدر عليه إلّا الله سبحانه وتعالى.

فالقرآن الكريم هو كلام الله المعجز المنزّل على عبده ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم, ومن هذا المنطلق نبدأ مسيرتنا، فنأخذ من فيوضات كتاب الله ما يناسب الزّمن الّذي نعيش فيه؛ لأنّ عطاء القرآن الكريم لا ينفد على مرّ الأزمنة، وكلّما تطوّر العقل البشريّ استطاع أن يستمدّ من القرآن الكريم وعلومه ما يوافق ذلك التّطوّر الّذي وصل إليه. ولا يمكن أن يُتصوَّر أنّ في كتاب الله تعالى آيةً صادمةً لصحيح العلم الّذي تبيّن وثبتت صحّته.

أمّا الآيات المتعلّقة بالأحكام والعبادات وما يحتاجه البشر في عبادتهم لله وما يتعلّق بأركان الإسلام، فقد أتت واضحةً، وقام النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بتفسيرها. وعندما يفسّرها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فلا أحد يستدرك عليه، ولا يجوز لأحدٍ أن يأتي ويفسّر مِن بعده.

ولذلك فنحن نقول مجازاً: بأنّه تفسيرٌ للقرآن الكريم وهو في الحقيقة تدبّرٌ للقرآن الكريم…

وهي فيوضات وخواطرُ حول القرآن الكريم وليست تفسيراً؛ إذ لا يمكن أن نقيّد كلام الله سبحانه وتعالى بتفسيرٍ واحدٍ يكون صالحاً لكلّ زمانٍ ومكانٍ؛ لأنّ معاني التّفسير يمكن أن تتبدّل من زمنٍ إلى زمن.