الآية رقم (41) - انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

وهنا أمرٌ عامٌّ للمؤمنين كلّهم: انفروا بالاتّجاهات كلّها نصرةً لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبعد ذلك يأتي التّخصيص بأنّه ليس على المريض حرجٌ ولا على الأعمى حرجٌ ولا على الأعرج حرجٌ.

(ذَٰلِكُمْ): ذا: اسم إشارة، اللّام: للبعد، والكاف: للخطاب، ذلكم؛ أي النّفرة والجهاد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالأموال والأنفس.

(خَيْرٌ لَّكُمْ): هو خيرٌ من القعود والبقاء في المدينة المنوّرة وعدم نصرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكلمة (خَيْرٌ) في اللّغة العربيّة إمّا أن تكون صيغة تفضيل؛ أي خيرٌ من، أو المراد بها الخير المطلق، فعندما يوجد خير ويوجد أخيَر فلا يُقال باللّغة العربيّة: (أخيَر)، وإنّما يُقال: خيرٌ من.

(إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ): صحيحٌ في ظاهر الأمر أنّ الخروج لتبوك مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو العنت والمشقّة والتّعب، ولكنّ الله سبحانه وتعالى يبيّن بأنّ هذا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون، فأنتم لا تعلمون إلّا ظاهراً من الحياة الدّنيا، وتقيسون في المقاييس الّتي على وِفق المساحة الّتي يمكن لعقلكم البشريّ أن يحسب فيها، وهذه المساحة مهما امتدّت فإنّها لا يمكن أن تتجاوز الحياة الدّنيا.

انْفِرُوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل.

خِفافاً: حال، وثقالًا، عطف والجملة مستأنفة

وَجاهِدُوا: فعل أمر تعلق به الجار والمجرور «بِأَمْوالِكُمْ»

فِي سَبِيلِ اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة معطوفة.

ذلِكُمْ: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف للخطاب.

خَيْرٌ: خبر.

لَكُمْ: متعلقان بخير والجملة الاسمية مستأنفة.

إِنْ: حرف شرط جازم

كُنْتُمْ: فعل ناقص فعل الشرط، وجوابه محذوف دلَّ عليه ما قبله أي إن كنتم تعلمون فانفروا وجاهدوا والجملة ابتدائية.

(تَعْلَمُونَ): في محل نصب خبر كنتم.

انْفِرُوا: أصل النفر: الخروج إلى مكان، لأمر واجب، والمراد هنا الحث على الجهاد والدعوة إليه،ومنه قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فيما رواه النسائي عن صفوان بن أمية: «إذا استنفرتم فانفروا»واسم ذلك القوم الذين يخرجون: النفير، ومنه قولهم: فلان لا في العير ولا في النفير.

خِفافاً وَثِقالًا: نشاطاً وغير نشاط، وقيل: أقوياء وضعفاء، كهولا وشبانا، في العسر واليسر، أو أغنياء وفقراء، ثم خفف الأمر على الضعفاء بآية:( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ …) [التوبة 9/ 91] .

إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ: أنه خير لكم فلا تتثاقلوا