(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ): بعضهم من بعضٍ في الخسّة والقبح والكذب والافتراء والتّدليس والخيانة، هذه صفات المنافقين.
(يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ): أوّل ما أنكرته الفطر السّليمة هو عدم الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وترك الاستقامة والقيم الأخلاقيّة، فلذلك هم يأمرون بالمنكر الّذي هو نقضٌ لـما تعارفت عليه الفطر السّليمة والمجتمعات الإنسانيّة من قيمٍ ومسلّماتٍ أخلاقيّةٍ ووطنيّةٍ ودينيّةٍ.
(وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ): المعروف: هو ما تعارف عليه النّاس وتوافقوا عليه وقبلوه وارتضوه من عقيدةٍ ودينٍ وعلاقاتٍ وشؤونٍ تتعلّق بطبيعة حياة البشر.
(وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ): قبض اليد كناية عن البخل؛ أي أنّهم لا ينفقون في سبيل الله سبحانه وتعالى، فالمنافق ينظر إلى الدّنيا ولا ينظر إلى الآخرة، وينظر إلى العبد ولا ينظر إلى الرّبّ، فلذلك لا يمكن إلّا أن تكون يده مقبوضةً ولا يمكن أن يكون مصدر خيرٍ للغير، ولو كان هذا المصدر هو المصدر الماليّ أو العطاء والإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى.
(نَسُوا اللَّهَ): الله سبحانه وتعالى لا يُنسى لكنّهم نسوا أوامره.
(فَنَسِيَهُمْ): الله سبحانه وتعالى لا ينسى، لكنّه نزع عنهم رحمته؛ أي منع رحمته عنهم.
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ): المنافق هو الفاسق، والفاسق هو الخارج عن طاعة الله سبحانه وتعالى وعن أوامره.