فهنا المولى سبحانه وتعالى يقول: انتبهوا إلى القارعة، هذه ليست القارعة الّتي تعارفتم عليها، بمعنى أن تقرع شيئاً صلباً بشيءٍ آخر فيُحدث صوتاً مزعجاً، هذا المعنى ليس هو المراد، إنّما المراد هنا القارعة الّتي لا يعلم حقيقتها إلّا الله سبحانه وتعالى، وهو اليوم المهول الفظيع، يوم القيامة، هو يوم غيبٍ لا يعلمه إلّا الله عزَّ وجل، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾، فالحقّ سبحانه وتعالى سمّى يوم القيامة: القارعة والصّاخّة والحاقّة والغاشية، وكلّ اسمٍ منها له معنىً مُشاهدٌ في هذا اليوم، وهو غيبٌ عنّا الآن يجب أن نسأل عنه؛ لأنّه مُبهمٌ، لذلك ينبغي عند قراءة هذه السّورة أن نقرأها: ﴿الْقَارِعَةُ _ مَا الْقَارِعَةُ﴾، ثمّ نقف، ثمّ نقول: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾؛ لنفهم أنّ الـمُراد هو المعنى الاصطلاحيّ وليس المعنى اللّغويّ.
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾: نفي الإدراك في الماضي، ما أدراك هذا يعني أنّه سيُدريك في المستقبل ما القارعة.