الآية رقم (1) - الْحَاقَّةُ

﴿الْحَاقَّةُ﴾: يوم القيامة الثّابتة حقيقتها الّتي لا تتزحزح، فالحاقّة اسمٌ من أسماء القيامة، فهو يوم الواقعة الّتي لا واقعة بعدها، ويوم الصّاخّة الّتي تصخّ الآذان الّتي انصرفت عنها في الدّنيا، ويوم الطّامّة الّتي تطمّ، ويوم الدّين؛ أي: الّذي يقع فيه الدّين؛ أي: الحساب، والحقّ تعالى يقول: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾[النّحل]، فـ (حقّت)؛ أي: أصبحت حقّاً له، ووجبت له بما قدّم من أعمالٍ لا يستحقّ معها إلّا الضّلالة، فما حقّت عليهم وما وجبت لهم إلّا بما عملوا.

فالحاقّة السّاعة الّتي تحقّ فيها حقائق الأعمال، فيحقّ للكافرين عملهم، ويحقّ للمؤمنين عملهم، ويحقّ فيه جزاء الأعمال لكلّ مجموعةٍ من النّاس.

فالحاقّة هي الصّادقة الواجبة للصّدق، وأحكام القيامة جميعها صادقة واجبة الوقوع والوجود.