الآية رقم (134) - الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

لم يقل: يصلّون، بل قال: ﴿يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء، المؤمن عندما يكون في حالة سرّاء يجب أن يشكر، ولكن كيف يشكر؟ قال رسول الله: «والصّلاة نور والصّدقة برهان»([1])، الصّدقة برهان على ماذا؟ الإنفاق هو برهان على حسن الإيمان، قال سبحانه وتعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا[التّوبة: من الآية 103]، تطهير وتزكية وارتقاء بالنّفس إذاً هؤلاء الّذين وُعدوا بالجنّة، الّذين ينفقون أموالهم في كلّ الأحوال في السّراء والضّراء، ليس فقط إذا أصابتهم مصيبة، نحن نعلم أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «وداووا مرضاكم بالصّدقه،»([2])، فإذاً هنا في المصاب وفي الضّرّاء داووا مرضاكم بالصّدقة لكن أيضاً في حالات السّرّاء يجب أن ننفق، هكذا أمر القرآن، وهؤلاء الّذين وُعدوا بالجنّات هم الّذين ينفقون، ليس فقط بالمال إنّما بالجاه وبالعلم.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل جر صفة للمتقين

يُنْفِقُونَ: فعل مضارع وفاعل

فِي السَّرَّاءِ: متعلقان بينفقون

وَالضَّرَّاءِ: عطف والجملة صلة

وَالْكاظِمِينَ: عطف على الذين مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم

الْغَيْظَ: مفعول به لاسم الفاعل الكاظمين

وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ: عطف على الكاظمين والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل العافين

وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ: لفظ الجلالة مبتدأ وجملة يحب المحسنين خبره جملة والله يحب استئنافية.

السراء: الحال التي تسر

الضراء: الحال التي تضر، وفسرهما ابن عباس باليسر والعسر

وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ: الحابسين والكاتمين له مع القدرة على إمضائه.

والغيظ: أشد أنواع الغضب، وهو ألم شديد يحدث في النفس عند الاعتداء على حق مادي كالمال والولد، أو معنوي كالشرف

والعرض والكرامة.

الْمُحْسِنِينَ الإحسان: الإنعام والتفضل على الغير على نحو لا مذمة فيه