إذاً الإنفاق إمّا أن يتعلّق باللّيل والنّهار أي بالزّمن أو بالكيفيّة، أي: السّرّ والعلانيّة، فلا تؤخّر صدقة تستطيع أن تفعلها في اللّيل إلى النّهار، ولا تؤخّر صدقة تستطيع أن تفعلها في النّهار إلى اللّيل، ولا تنفق فقط في العلانية، بل أنفق في السّرّ وفي العلن.
سبب النّزول:
كان لعليّ رضي الله عنه أربعة دراهم، فأنفق درهماً ليلاً ودرهماً نهاراً، ودرهماً سرّاً، ودرهماً علانية، فنزلت: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً).
(فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) يأخذون أجرهم من الله، ولا خوف عليهم من مستقبل ينتظرهم؛ لأنّ المستقبل بيد الله سبحانه وتعالى وأنت تعمل لله، فإذاً لا خوف عليك، ولن تحزن في الآخرة، ولن تحزن نتيجة شعورك أنّ مالك نقص، فالحزن لن يدخل إلى قلبك لا في الدّنيا ولا
في الآخرة ما دمت تتعامل في الصّدقة مع الله ولا تتعامل مع الفقراء.