﴿فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾؛ لأنّه قد يمرّ في هذه الحياة الدّنيا، وتعتقد أنّ المنافق يفلت من عقاب الله عزَّ وجل، فالله سبحانه وتعالى يقول بأنّه يحكم بين الجميع يوم القيامة، يوم الحساب: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ﴾ [الشّعراء].
ويذيّل المولى سبحانه وتعالى الآية بقوله: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾: توقّف العلماء عند هذه الآية، بعضهم يقول: كيف يقول الله تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، ونرى مثلاً الصّهاينة واجتياح المغول والتّتار والفرنجة لبلاد المسلمين وما جرى بهم عبر الزّمن، فكيف يقول هذا ونحن نرى الواقع بحسب وجهة نظرنا بأنّه مخالفٌ، والحقيقة ليست كذلك أبداً! الواقع مطابقٌ تماماً لكلام الله سبحانه وتعالى ؛ لأنّه سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً﴾ [النّساء: من الآية 122]، نحن لم ننتبه بأنّ الله سبحانه وتعالى قال: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، لم يقل: على المسلمين سبيلاً، وهناك فارقٌ كبيرٌ جدّاً: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات: من الآية 14]