الآية رقم (183) - الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

هذه الآيات كلّها تُخاطب اليهود في المدينة المنوّرة، وعندما طردهم الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم كان ذلك بسبب عدوانهم ومكرهم وظلمهم ونقضهم للعهود والمواثيق، على حين أنّنا نجد أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما جاء إلى المدينة وقّع مع اليهود مواثيقَ ووضع دستوراً للمدينة يقضي بأنّ المسلمين والمشركين وأهل الكتاب يد واحدة على من عاداهم، وضع دستوراً تفتخر به الإنسانيّة في احترامه للتّعدّديّة، ومع ذلك نقضوا الدّستور والعهود والمواثيق لذلك كانت هذه الآيات المتتالية عن اليهود:

﴿الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ: هي الحجج الباطلة والمماطلة في الإيمان، حيث قالوا: إنّ الله عاهدنا ألّا نؤمن بأيّ رسول حتّى يأتي بقربان تأكله النّار، والقربان: هو ما يُتقرّب به إلى الله تبارك وتعالى، فإذا أكلت النّار القربان يكون صادقاً في أنّه من عند الله سبحانه وتعالى.

الَّذِينَ: اسم موصول بدل من الذين في قوله تعالى: قد سمع الله …

قالُوا: الجملة صلة الموصول

إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا: إن ولفظ الجلالة اسمها وجملة عهد إلينا خبرها والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما

أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ: فعل مضارع منصوب بأن المصدرية والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به لرسول متعلقان بنؤمن

حَتَّى يَأْتِيَنا: يأتينا فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى وفاعله مستتر والمصدر المؤول في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بنؤمن

بِقُرْبانٍ: متعلقان بالفعل قبلهما

تَأْكُلُهُ النَّارُ: فعل مضارع ومفعوله وفاعله والجملة صفة قربان

قُلْ: الجملة مستأنفة

قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي: فعل ماض ومفعول به وفاعل والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة رسل أو بالفعل

بِالْبَيِّناتِ: متعلقان بالفعل جاءكم والجملة مقول القول

وَبِالَّذِي قُلْتُمْ: بالذي عطف على بالبينات وجملة قلتم صلة الموصول.

فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ: الفاء عاطفة اللام حرف جر وما اسم استفهام في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بقتلتموهم وحذفت الألف لدخول اللام عليها، والجملة معطوفة

إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ: إن شرطية جازمة كنتم كان واسمها صادقين خبرها وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.

عَهِدَ إِلَيْنا: أي أمرنا في التوراة وأوصانا به.

بِقُرْبانٍ: هو ما يتقرب به إلى الله من حيوان ونقد وغيرهما، أي فلا نؤمن لك حتى تأتينا به، والمراد من النار: النار التي تنزل من السماء.

قُلْ: لهم توبيخاً بِالْبَيِّناتِ المعجزات الواضحة وَالزُّبُرِ جمع زبور وهو الكتاب، مثل صحف إبراهيم الْمُنِيرِ الواضح، وهو التوراة والإنجيل