الآية رقم (20) - الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ

﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ﴾: الكتاب هو التّوراة.

﴿يَعْرِفُونَهُ﴾: أي يعرفون النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ويعرفون صدق بلاغه صلَّى الله عليه وسلَّم ﴿كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ﴾، قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه: “والله إنّي لأعرف محمّداً، ومعرفتي لمحمّدٍ أشدّ من معرفتي لابني”، وذلك من جرّاء الأوصاف الّتي جاءت عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في التّوراة.

﴿الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ﴾: الخسارة هي ضياعٌ لرأس المال، أمّا خسارة النّفس فهي لا تعوّض، فهم خسروا أنفسهم؛ لأنّهم قدّموا شهواتهم في هذه الحياة الدّنيا على النّعيم الدّائم والباقي في الآخرة.

هؤلاء خسروا أنفسهم من جرّاء كفرهم، ومن جرّاء صدّهم عن سبيل الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ الهداية جاءتهم، وهذه الهداية هي هداية دلالة: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: من الآية 9]، يهدي النّاس جميعاً للّتي هي أقوم، فإذا أخذت بهداية الدّلالة وسرت بها فقد آمنت، وإن لم تأخذ يزيدك الله سبحانه وتعالى بعداً.

﴿فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾: هم من جرّاء خسرانهم لأنفسهم لا يؤمنون، وليس لأنّ الله سبحانه وتعالى كتب عليهم عدم الإيمان.

الَّذِينَ: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ

آتَيْناهُمُ الْكِتابَ: آتينا فعل ماض مبني على السكون، ونا فاعله والهاء مفعوله الأول، الكتاب مفعوله الثاني والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب

يَعْرِفُونَهُ: فعل مضارع والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة في محل رفع خبر المبتدأ

كَما يَعْرِفُونَ: الكاف حرف جر ما مصدرية يعرفون مضارع والواو فاعله

أَبْناءَهُمُ: مفعوله وما والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بالمفعول المطلق المحذوف التقدير يعرفونه معرفة كمعرفة أبنائهم.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل رفع مبتدأ، أو خبر لمبتدأ محذوف هم الذين

وجملة (خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ): صلة الموصول

فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ: الفاء رابطة لما في الموصول من شبه الشرط هم مبتدأ وجملة يؤمنون خبره وجملة فهم لا يؤمنون خبر اسم الموصول.

يَعْرِفُونَهُ: أي يعرفون محمدًا بنعته في كتابهم.