الآية رقم (5) - النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ

أضرموا فيها النّيران وألقوا بالمؤمنين على مرأى ومسمعٍ من أهل الباطل والكفر، وقد وردت قصّة أصحاب الأخدود في كثيرٍ من السّير فقد ورد عن ابن عبّاس رضي الله عنهما بأنّ المؤمنين هم نصارى نجران، والمهمّ هو التّوظيف الإيمانيّ لهذه القصّة، ما هو فعل أهل الباطل وما هو فعل أهل الحق والخير؟ فقد أراد الله سبحانه وتعالى  أن يصوّر لنا مبادئ الصّراع، فالإيمان ثابتٌ في قلوب أهله لا يتزعزع، والباطل والكفر مغرورٌ بقوّته، مفتونٌ بضعف المؤمنين، وموقف الطّغاة مع المؤمنين المستضعفين موقفٌ لا يقرّه العقل ولا ترضى به الفطرة السّليمة، فضلاً عن الدّين والشّرع، والصّراع بين الحقّ والباطل صراعٌ لا يطول؛ لأنّ الباطل زهوقٌ، وسرعان ما ينحدر أمام قوّة الحقّ وثباته، وهناك صورةٌ ثانيةٌ: وهي أن يكون الصّراع بين حقٍّ وحقٍّ، وهي صورةٌ لا وجود لها في الواقع؛ لأنّ الحقّ واحدٌ، ولا توجد قضيّةٌ واحدةٌ فيها حقّان يتصارعان، وإن بدا غير ذلك، لذلك قد نجد صراعاً بين قوّتين نتوهّم للوهلة الأوّلى أنّ كلّاً منهما على حقٍّ، لكن عند التّدقيق لا بدّ أن يظهر لنا أنّ واحدةً منهما على باطلٍ، والصّورة الثّالثة: أن يكون الصّراع بين باطلٍ وباطلٍ، فهذا الصّراع يمتدّ ويطول، فالله سبحانه وتعالى لا ينصر هذا ولا هذا، وتكون النّتائج وفق القِوى.

النَّارِ: بدل اشتمال من أصحاب الأخدود

ذاتِ الْوَقُودِ: صفة النار مضافة إلى الوقود.

النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ: أي الأخدود المشتمل على النار ذات الوقود أي ما توقد به، وهو وصف لها بالعظمة وكثرة ما يرتفع به لهبها.