﴿ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى ﴾: المناسبة بين هذه الآية وبين ما سبقها: ﴿ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾، أنّه سبحانه وتعالى يؤكّد أنّ لكلّ قومٍ هادياً، وأنّ رسوله منذرٌ، وطلبهم للآيات المعجزة إنّما هو لتعجيز النّبيّ ,، ولو جاءهم عليه الصّلاة والسّلام بآيةٍ ممّا طلبوا لأصرّوا على الكفر والعناد؛ لذلك يبيّن سبحانه وتعالى أنّه عالِـمٌ بما سوف يعملون، فسبحانه يعلم ما هو أخفى من ذلك، يعلم على سبيل المثال ما تحمل كلّ أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد، ورحم الأنثى هو مستقرّ الجنين.
﴿ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ﴾: تغيض؛ أي تنقص، والمراد إمّا تُذهب من إسقاط الجنين؛ أي الإجهاض، أو نزول المواليد قبل اكتمال خلقتها، كأن ينقص المولود إصبعاً.. فتبارك وتعالى يعلم ما تغيض الأرحام؛ أي ما تنقصه في التّكوين العادي أو تزيد على التّكوين العادي، أو يكون النّظر إلى الزّمن سبعة أشهرٍ أو تسعة أشهرٍ أو أكثر.
﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾: المقدار: هو الكميّة، أو الكيف زماناً أو مكاناً، فكلّ شيءٍ في علم الله سبحانه وتعالى له قَدَرٌ، وله علمٌ أزليٌّ، والله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيءٌ أبداً، وكلّ ذلك عنده سبحانه وتعالى بمقدار.