الآية رقم (87) - اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا

﴿اللّهُ﴾: وهو الاسم الجامع لكلّ صفات الله سبحانه وتعالى، كان من الممكن أن يقول المولى سبحانه وتعالى: الرّحمن لا إله إلّا هو، أو: الكريم لا إله إلّا هو، أو: الغفور لا إله إلّا هو، لكن عندما يقول: ﴿اللّهُ﴾ فهي تجمع صفات الجلال والجمال، وعندما يقول: ﴿اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ فهذا إثباتٌ لتوحيد الله سبحانه وتعالى، ولقدرته جلّ وعلا، ولوجوده عزَّ وجل، قد يقول قائل كيف ذلك؟ الجواب: أنّه يوجد فيها إثباتٌ ونفيٌ، هنا النّفي: ﴿اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ ليست (إلّا) هنا أداة استثناءٍ، ولكن معناها الله لا إله غيره، ونقول: إنّها إثبات وحدانيّة الله تبارك وتعالى وأنّه لا إله إلّا الله؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ وهو خالق السّماوات والأرض والإنسان، وهو حيٌّ لا يموت، فعندما يقول: لا إله إلّا هو، فلو كان هناك إلهٌ آخر لقال: أنا موجودٌ، ولقال هذا الإله الآخر: إنّني أنا خلقت السّماوات والأرض، طالما أنّه لا يوجد من ادّعى بأنّه لا إله غيره، وأنّه هو الّذي خلق السّماوات والأرض، وخلق النّاس، وسيحاسبهم، فإذاً يبقى هذا الإثبات فيها.

إثباتُ غيرِك شِركٌ في عقيدَتنا            محو السّوى ديننا يا قرّةَ العَينِ

اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: لفظ الجلالة مبتدأ لا نافية للجنس واسمها المبني على الفتح وخبرها محذوف تقديره: موجود والجملة خبر إلا أداة حصر هو بدل من اسم لا على المحل أو بدل من محل لا واسمها

لَيَجْمَعَنَّكُمْ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد والجملة واقعة في جواب القسم المقدر «إِلى يَوْمِ» متعلقان بالفعل قبلهما

الْقِيامَةِ: مضاف إليه

لا رَيْبَ فِيهِ: لا نافية للجنس واسمها المبني على الفتح والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة في محل نصب حال

وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً: مبتدأ وخبر تعلق به الجار والمجرور وحديثا تمييز.

لا رَيْبَ فِيهِ: لا شك فيه

وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً: أي لا أحد أصدق قولًا من الله.