الآية رقم (194) - الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

(وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ):ما معنى الحرمات؟ وما معنى القصاص؟ إذا سرق أحدٌ منك فهل أنت عملاً بقوله تبارك وتعالى: (وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ) تسرق منه؟ أو تستعيد ما هو مسروق، وتحاسبهُ على هذه السّرقة، لا أن تسرق، إذاً لا يحلّ إتيان الحرام أو أن ترتكب هذا الشّيء الحرام بأن تقوم أنت بالحرام بنفس هذا الفعل، وإنّما أن تردّ عليه، لذلك جاءت الآية هنا (وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ) فمثلاً إن قام أحد باعتداء الزّنى فهل ردّ القصاص بالزّنى؟! وهل ردّ القصاص بالسّرقة؟! لا يجوز، فالرّدّ بما هو مشروع وليس بما هو محرّم، وهذا الأمر يجب أن يكون واضحاً، والقصاص لا يكون إلّا بما شرعه الله سبحانه وتعالى، فكلّ ما يُفعل تحت عناوين إسلاميّة، نجد من خلال تفسير الآيات بشكل صحيح وسليم أنّه مردودٌ على فاعله دينيّاً وشرعيّاً وقرآنيّاً، قبل أن يكون إنسانيّاً وأخلاقيّاً وقانونيّاً من خلال القوانين الوضعيّة، إذاً لا يستغلنّ أحد كتاب الله سبحانه وتعالى ويحرّف الآيات ليحقّق غاياته. والّذي يحدّد شرح الآيات هو سلوك وسيرة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وتسامحه، ماذا كان يفعل؟ عندما يكون هناك قتال كيف قاتل؟ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبر أنّه غزا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قِبَل نجد، فلمّا قفل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاهِ، فنزل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وتفرّق النّاس يستظلّون بالشّجر، فنزل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تحت سَـمُرَةٍ

الشَّهْرُ: مبتدأ

الْحَرامُ: صفة

بِالشَّهْرِ: متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ والتقدير، هذا الشهر مقابل هذا الشهر.

الْحَرامُ: صفة والجملة مستأنفة.

وَالْحُرُماتُ: الواو عاطفة الحرمات مبتدأ.

قِصاصٌ: خبره والجملة معطوفة.

فَمَنِ: الفاء الفصيحة من اسم شرط جازم مبتدأ.

اعْتَدى: فعل ماض في محل جزم فعل الشرط، والفاعل هو.

عَلَيْكُمْ: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.

فَاعْتَدُوا: الفاء واقعة في جواب الشرط اعتدوا فعل أمر والواو فاعل.

عَلَيْهِ: متعلقان باعتدوا.

بِمِثْلِ: جار ومجرور متعلقان باعتدوا وقيل الباء حرف جر زائد ومثل صفة لمصدر محذوف اعتداء مثل

مَا: مصدرية.

اعْتَدى: ماض مؤول مع ما بمصدر في محل جر بالإضافة أي بمثل اعتدائه والفاعل مستتر

(فاعتدوا): في محل جزم جواب الشرط.

وَاتَّقُوا: الواو عاطفة اتقوا فعل أمر والواو فاعل ولجملة معطوفة.

اللَّهَ: لفظ الجلالة مفعول به.

وَاعْلَمُوا: عطف على اتقوا.

أَنَّ اللَّهَ: أن ولفظ الجلالة اسمها.

مَعَ الْمُتَّقِينَ: مع ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر أنَّ.

المتقين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي اعلموا.

الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ: ردّ على استعظام القتال في الأشهر الحرم، إذ هتك حرمة الشهر الحرام من المسلمين مقابل هتك حرمة الشهر الحرام من الكفار.

وَالْحُرُماتُ: جمع حرمة: وهي ما يجب احترامه.

قِصاصٌ: أي يقتص بمثلها إذا انتهكت.

فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ: بالقتال في الحرم أو الإحرام، أو الشهر الحرام.

فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ: سمّى مقابلة الاعتداء اعتداء، لشبهها بالمقابل به في الصورة.

وَاتَّقُوا اللَّهَ: في الانتصار، وترك الاعتداء.

وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ: بالعون والنصر.