﴿التَّائِبُونَ﴾: تائبون من الشّرك، ولم ينافقوا في الإسلام.
﴿الْعَابِدُونَ﴾: هم الّذين خضعوا خشيةً لله سبحانه وتعالى وتواضعاً له جل جلاله.
﴿الْحَامِدُونَ﴾: الّذين يحمدون الله سبحانه وتعالى على كلّ حالٍ في السّرّاء والضّرّاء، والحمد يختلف عن الشّكر، فالحمد يكون في السّرّاء والضّرّاء.
﴿السَّائِحُونَ﴾: تأتي بمعنى الصّائمون، أو الّذين يسيحون في الأرض، فما علاقة السّائح بالصّائم؟ السّائح يترك ما ألِف عليه، والصّيام هو تركٌ للعادات وما ألِفه الإنسان.
﴿الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ﴾: هم المصلّون؛ لأنّه سبحانه وتعالى يقول:﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ ]آل عمران[، فالرّكوع والسّجود هما مظهران من مظاهر الصّلاة.
﴿الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾: المجتمع الإيمانيّ هو مجتمعٌ يأمر بالمعروف؛ والمعروف: هو ما تعارف عليه النّاس، واصطلحوا عليه من أخلاقٍ وقِيمٍ وثوابت، وينكر أيّ شيءٍ لا تألفه النّفس، لذلك يقول سبحانه وتعالى :﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ﴾ ]العصر[، فالمجتمع المسلم هو مجتمع تواصٍ دائمٍ، حتّى يشيع الخير فيه.
﴿ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾: المنتهون عن نواهيه والمنفّذون لأوامره جل جلاله، فأوّلاً: المحافظة على الأوامر، وفيها يقول الحقّ سبحانه وتعالى :﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾ ]البقرة: من الآية 229[، وكلّ أمرٍ يقول فيه ذلك هو حدٌّ حدّده الله سبحانه وتعالى لا تتعدّاه، أمّا المعنى الثّاني: فهو البعد عمّا نهاك عنه، فلا يقول المولى سبحانه وتعالى : لا تتعدّاه، بل يقول:﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ﴾ ]البقرة: من الآية 187[.
﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ﱢ: البِشر مادّةٌ تدلّ على الخبر السّارّ الّذي يجعل في النّفس انبساطاً وسروراً، بحيث إن رأيت وجه الإنسان وجدته يتهلّل ويفيض بالسّرور والبشر.