هذه أوّل آيةٍ نزلت من القرآن الكريم على سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو نبيٌّ أمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، لذلك عندما قال له جبريل عليه السَّلام: (اقْرَأْ) أجاب: «ما أنا بقارئ»، وأعاد عليه سيّدنا جبريل عليه السَّلام القولَ ثلاثاً ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «ما أنا بقارئ»([1])؛ لأنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أجاب ببشريّته بأنّ الّذي يقرأ لا بدّ أن يوجد أمامه شيءٌ مكتوبٌ، لكن عندما يقول الله عزَّ وجل: (اقْرَأْ) فهذه القراءة ليست كقراءة البشر وأسباب النّاس في التّعلّم؛ لأنّك ستقرأ يا محمّد ليس بأسباب القراءة الّتي يعرفها النّاس، ولكن بإرادة المسبّب سبحانه وتعالى الّذي لا يحتاج إلى إيجاد الأشياء؛ لأنّه خالقها جلّ وعلا.
(بِاسْمِ رَبِّكَ): أي أنّك تقرأ باسم الله سبحانه وتعالى، ومن هنا نجد أنّ كلّ سور القرآن الكريم تبدأ بـ (بسم الله الرّحمن الرّحيم)، فأنت تقرأ كلام الله جلَّ جلاله بسرّ الله سبحانه وتعالى وبأمره.