عن عروة قال: لـمّا نزلت: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ)، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لأزيدنّ على السّبعين»، فأنزل الله سبحانه وتعالى: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [المنافقون]، الآية.
عندما توفّي عبد الله بن أبيّ ابن سلول رأس النّفاق -وهو مَن حرّض على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومَن قال: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتّى ينفضّوا، ومَن عمل على قضيّة الإفك بحقّ أمّ المؤمنين السّيّدة عائشة رضي الله عنها جاء ابنه فقال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: استغفر لأبي؛ أي اطلب من الله سبحانه وتعالى المغفرة له، فاستغفر له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إكراماً لعبد الله بن عبد الله بن أبيّ الّذي أسلم وحسُن إسلامه، فقال له الله سبحانه وتعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ) (إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ): عدد السّبعين يُقصد به الكثرة؛ أي مهما استغفرت بأيّ عددٍ من الأعداد فلن يغفر الله سبحانه وتعالى لهم من نفاقهم وكفرهم، وممّا فعلوه مع رسول الله سبحانه وتعالى كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اللّهمّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون»([1])، هو استغفر لكنّ الله سبحانه وتعالى قال: (فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ) ، لن؛ أي انتهى الأمر.
(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ): السّبب الأساسيّ بأنّهم كفروا بالله سبحانه وتعالى وبرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
(وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ): المنافق هو فاسقٌ؛ لأنّه خارجٌ عن أوامر الله سبحانه وتعالى.