مهما كانت القوى الّتي تحاربكم فإن كان الله سبحانه وتعالى معكم فلا يمكن أن تخسروا، فأنت لا تنتصر بالعدّة والعدد، وإنّما تنتصر بصدق الإيمان بعد الإعداد والأخذ بكل الأسباب المتاحة والتّوكّل على الله.
﴿وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ﴾: هذا جواب لعبد الله بن أبيّ بن سلول رأس النّفاق ولكلّ المرجفين في المدينة الّذين بدؤوا آنذاك يبثّون الإشاعات، ومن ورائهم اليهود، فحركة النّفاق في المجتمع المدنيّ خرجت من جحور اليهود، فالله سبحانه وتعالى يقول للمؤمنين: ﴿وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ﴾ فمتى يخذلكم الله؟ بيّن سبحانه وتعالى ذلك بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ ]محمّد[، ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ]الرّوم: من الآية 47[، كان من حقّنا على ربّنا أن ينصرنا، وهم في غزوة أُحُد خسروا؛ لأنّهم خالفوا أوامر الله سبحانه وتعالى، فإذا لم تأخذ -أيّها المؤمن- بالأسباب، لم تتعلّم الخطط العسكريّة، لم تُنشِئ مصانع للسّلاح، ولم تُؤسّس لتفوّقٍ حضاريٍّ، فإنّك ستُهزَم.